الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلة في قياس قضاء الحج على قضاء الدين

السؤال

سؤالي حول قياس قضاء الحج على قضاء الدين..
جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إن أبي أدركته فريضة الحج شيخا زمنا لا يستطيع أن يحج، إن حججت عنه أينفعه ذلك؟ قال له: أرأيت لو كان على أبيك دينا فقضيته أكان ينفعه ذلك؟ قال: نعم، قال: فدين الله أحق بالقضاء. رواه النسائي وإسناده حسن. ما العلة المشتركة بين الاثنين، هل هي: التخفيف عن شخص غير قادر على أداء الفرض، أم وجوب القضاء لفرض من الفروض، أم لعلة أخرى؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد توفرت في هذا القياس أركانه الأربعة وهي:

1- الفرع وهو قضاء دين الله عن الغير.

2- الأصل وهو قضاء دين الآدمي.

3- العلة كون كل منهما حق على الغير.

4- الحكم: مشروعية قضاء دين الله قياساً على مشروعية قضاء دين الآدمي.

وقد أشار إلى العلة ابن دقيق العيد رحمه الله في شرح عمدة الأحكام حيث قال: وقد استدل القائلون بالقياس في الشريعة بهذا، من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قاس وجوب أداء حق الله تعالى على وجوب حق العباد، وجعله من طريق الأحق.

فيجوز لغيره القياس لقوله تعالى {واتبعوه} لا سيما وقوله عليه السلام (أرأيت) إرشاد وتنبيه على العلة التي هي كشيء مستقر في نفس المخاطب. انتهى، فالعلة الجامعة هي كون كل منهما حق على الميت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني