الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاقبة العلاقة الآثمة بين الجنسين

السؤال

متزوجة ومحترمة وتخاف الله أغرها الشيطان فتعرفت على شاب يصغرها بـ 11 سنة من خلال الاتصال بأحد مكاتب التوظيف والتي يعمل بها الأجانب ومحظورة على السعوديين وبحجة العمل أصبح يعرض عليها الحب والعواطف الجياشة وكل ذلك بدون علم زوجها ومن ثم طلب منها أن يزورها في البيت وبعد تردد استقبلته للتعارف، ولكنه حاول أن يقبلها ورفضت ذلك ووبخته فاعتذر وغادر البيت بدون أي أذية لها واستمرت الاتصالات الهاتفيه معتذراً وأنه يعتبرها أختاً له وطلب أن يزورها لللاعتذار وسمحت له وكذلك حاول تقبيلها لأنها أغرته بلباسها غير المحتشم فرفضت بعنف وطلبت منه الخروج وفي نفس اللحظة كان زوجها يدق الباب فخبأته وأدخلت زوجها إلى غرفة النوم بحجة وجود الجارة مكشوفة وهربته وأحس الزوج بكذبها وأقسمت بعد الوضوء أنه لم ينل أو يلمس يدها وأنها لم تكن تعلم ما تفعل، أفتوني أفادكم الله، فهي الآن تابت إلى الله وتصلي وتقرأ القرآن وتطلب الغفران، فما هو جزاؤها شرعاً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أتت هذه المرأة أموراً محرمة حيث سمحت لنفسها بالتحدث مع رجل أجنبي وخضعت له في القول وأنشأت معه علاقة آثمة وأذنت بالسماح له في دخول بيت زوجها والخلوة بها، وما علمت هذه المسكينة أنها اتبعت خطوات الشيطان وخالفت دينها وهتكت عرض زوجها ودنست سمعتها، وكل هذا حصل من بداية كلمة، وصدق الله تعالى إذ يقول: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32}.

وعلى العموم فما دامت هذه المرأة قد تابت توبة صادقة من تلك المعاصي بأن ندمت وعقدت العزم على عدم الرجوع، فنرجو أن تقبل توبتها لأن الحق سبحانه يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}, ولتكثر من الأعمال الصالحة والاستغفار ولتستر على نفسها. وإن كان الزوج قد علم بشيء من ذلك وعلم صدق توبتها فالأولى أن يسامحها ولا يعاقبها على ذلك بالطلاق أو غيره، وليعلم أن له بذلك أجراً عند الله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني