الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحري لتوزيع وجبات الإفطار للفقراء غير مطلوب

السؤال

نحن في أوربا وأثرياء المسلمين عموماً يتبرعون في رمضان لتفطير فقراء المسلمين، فنحن نأخذ الأموال ونشتري بها الطعام للسحور والأفطار، ولكن لا نعرف هل سيصومون أم لا ؟ أو يمكن أن يأكلوها أثناء النهار، كذلك لا نعرف هل هم صاموا أم لا؟ في كلا الأمرين لا نعرف هل صاموا أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن هذه الأموال التي تُبرع بها لتفطير فقراء المسلمين والتي توليتم توزيعها، ما عليكم إلا أن توزعوها على كل من جاء يطلبها للاستعانة بها على الصيام، وليس عليكم البحث عن حقيقة دعواه. المهم أن يكون مسلماً. فإن كان كما قال مسلماً فقيراً يريد ما يستعين به على صومه، فالأمر واضح. وإن كان غير ذلك فإثمه على نفسه. يدل على عدم وجوب البحث والتفتيش عن حقيقة الشخص المتصدق عليه، وقبول الصدقة ولو لم تصادف محلها قصة الرجل الذي تصدق ليلة من الليالي فخرج بصدقته فدفعها إلى شخص، فأصبح الناس يتحدثون : تُصدق الليلة على غني، فقال: الحمد لله على غني ـ يرى أنها مصيبة ـ ثم خرج مرة أخرى فتصدق على بغي ـ وهي: الزانية ـ فأصبح الناس يتحدثون: تصدق الليلة على بغي. فقال: الحمد لله على غني وبغي، ثم خرج مرة ثالثة فتصدق، فوقعت الصدقة في يد سارق، فأصبح الناس يتحدثون: تصدق على سارق. فقال: الحمد لله، غني وبغي وسارق. فقيل له: أما صدقتك فقد تقبلت. إلى آخر الحديث وهو في الصحيحين. وهذا كله مقيد بما إذا لم يظهر على الشخص من العلامات ما يؤذن بأنه غير فقير أو يغلب على الظن أنه ليس من أهل الصيام. والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني