الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يفسخ عقد من تزوج امرأة من الرضاع ولو طال الأمد

السؤال

أرجو أن لرسالتي هذه قارئ ومفت ينقذنا من الهلاك الحقيقي إني حاولت مرارا أن أتصل بمفت من المملكة السعودية ليعطي رأيه في مشكلة أمي وأبي اللذين تربطهما رضاعة في ما مضى والدة أمي أرضعتها والدة أبي والكل يعلم هذا لكن لم يخبروا أمي ولا حتى متأكدين من عدد الرضعات هناك من يقول أكثر من سنة وهي ترضع وآخرين يقولون غير ذلك، المهم أنه قبل الزواج بين أمي وأبي قالت عمتي إنه هناك رضاعة بينهما أي أبي يعتبر خال أمي من الرضاعة لكن عمي قال إنه سيسأل الإمام وفعل ذلك حسب قوله وحلل زواجهما بعد أن تم إنجابي أنا وبقية إخوتي ، وللعلم أختي التي بعدي معوقة ظهرها معوج منذ مولدها والآن يعود هذا الموضوع وعمتي تصر على أقوالها أنها قد وصتها أمها قبل وفاتها أنهم لا يناسبوا أهل أمي لأن بينهم رضاع ، وأمي تذكر أن جدتها وهي صغيرة تقول لها إنها من المستحيل أن تزوجها من أهل أبي لكنها لم تفصح عن السبب والآن عمي ينكر ذلك رغم أنه هو من فعل ما فعل لكنه تنكر لكل شيء وقال لا نهدم بيت أخي كيف يرضى المخلوق لمعصية الخالق المهم ذهبنا إلى مفتي الجزائر العاصمة وتدري ما قال قال اذهبو إلى بلدتكم وانظرو مفتيها وسيحكم بما يقوله العرف عندكم لكن لا يمكن يحلل العرف ما حرمه الدين، والله إننا في نار الله أعلم بها أمي هي من تبحث الآن لأنها لا تريد إغضاب ربها وأن ترتكب الحرام ولكن أبي لا يريد لأنه لا يستوعب فقدان أمي وهو في حالة يرثى لها ونحن أيضا أمي عمرها 48 سنة وأبي 52 سنة زواجهما منذ 1978 وعندهم 5 أطفال 4 بنات أنا أكبرهم 26 سنة وذكر كيف نعمل؟ أتمنى أن أجد الحل عندكم لأننا نريد أن نرضي الله وهنا لم نجد أحدا يقف لجانبنا من الأقارب سوى أهل أمي أما أهل أبي خاصة عمي المتسبب في الجريمة لم يرفع السماعة لمواساة أبي بل أنكر كل شيء، حسبي الله ونعم الوكيل فيه، وفي كل من ساعد في الجريمة أترجاكم أن تنقذونا نحن مستعدون أن نقبل بأي قرار من الدين والشريعة الإسلامية والله إني أتوسم في فتواكم كل خير وأنا تعبت كثير كي أجد فقط كيف أتصل بالإمام السديس أو الشريم ولم أستطع لكن أنتم أدرى كيف تصل رسالتي هذه.
والله يوفقكم ويارب تردوا علينا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية نقول للأخت السائلة: هوني على نفسك فلست مؤاخذة على ما حصل من شأن هذا الزواج، لأنه أمر سابق لوجودك. وإنما يتحمل وزر ذلك والدك وعمك إن قدموا على الأمر عالمين بالحرمة، وإلا فهم معذورون بالجهل.

ومحل التحريم في هذا الزواج إن شهدت امرأة فما فوق على أن أباك رضع مع جدتك من أمك خمس رضعات فما فوق في مدة الحولين، فإن ثبت الرضاع بين أبويك بهذه الصورة، فإن نكاحهما باطل ويفسخ ولو طالت السنين، وذلك لوجود المحرمية بينهما، لأن أمك تعتبر بنت أخته من جهة الرضاع، وقد قال الله تعالى بشأن ذلك: وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَة {النساء: 23}. وفي الحديث الصحيح: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب. رواه البخاري.

وعلى هذا، فإلواجب على أبويك بعد علمهما بهذا الرضاع أن ينفصلا في الحال، ولا يجوز لأحدهما أن يمكِّن الآخر من الاستمتاع بالآخر، وإلا كانا زانيين، وفي حال استمرا على ذلك، فالواجب عليك مناصحتهما بلين ورفقة وتبيان حرمة هذه العلاقة.

هذا، وننبه إلى أن من جاء من الأبناء قبل العلم بحرمة الرضاع فهم لاحقون بأبيهم، ولمعرفة المزيد عن هذا الموضوع تراجع الفتوى رقم: 8583، والفتوى رقم: 49446.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني