الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترويح عن النفس باللعب ينبغي أن يكون بمقدار

السؤال

أرجو من فضيلة الشيخ أن يساعدني في حل تلك المشكلة، لي أخ أصغر مني بخمس سنوات وكلما نبهته لأخطائه أو ذكرته بعقاب الله إذا عمل خطأ ما لا يتقبل مني ويرد دائما علي بنفس الجملة وهي هل أنت الله؟ تريدين أن تحاسبيني؟ والشيء الذي يحزنني هو بأنه كان دائما ينبهني لأخطائي فأتقبل منه وأشكره على ذلك وأحاول أن أصلح من حالي والمشكلة بأنه يضيع معظم أوقاته فى اللهو عن طريق الإنترنت، فى لعبة يلعبونها مع بعض وهي لعبة قتالية، أول مرة نبهته قال لي بأنه يسبح ويذكر الله وهو يلعب أكثر والآن تطور الموضوع فهو ابتدأ يتلفظ بكلمات بذيئة فقلت له ما أحلى التسبيح الذى تسبحه فأجاب إنهم يهود (لأننا نعيش فى فلسطين المحتلة ونحن من عرب إسرائيل) فقلت له حتى لو كانوا يهودا لا يجوز أن تعود نفسك على تلك الألفاظ البذيئة فأردت أن أذكره مرة ثانية فقلت له تصور بأن يأتي أجلك وأنت على تلك الحالة، فغضب وثار وقال لي هل أنت الله تريدين أن تحاسبيني، ماذا أفعل معه وهو يضيع معظم أوقاته في تلك اللعبة التي لا تفيده فى شيء وبدل أن يسهر كل الليل فى طاعة الله فهو يسهر كل الليل وفي النهار أيضا، ويوجد غيره من شباب المسلمين يفعلون مثله، أرجو من فضيلة الشيخ أن يوضح لنا حكم تلك الألعاب وأن يوجه نصيحة للشباب؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيراً على حرصك على إرشاد أخيك لما فيه الخير له في دينه ودنياه، وذلك من النصيحة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة.. رواه مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه.

ونوصيك باستعمال الرفق في نصحه وتجنب الغلظة والشدة لقول الله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ {آل عمران:159}.

وألعاب الإنترنت وغيرها من الألعاب مباحة متى انضبطت بالضوابط الشرعية، وكان الهدف منها رفع السآمة عن الشخص والعودة إلى العمل بنشاط وحيوية، وراجعي الفتوى رقم: 8090.

أما أن تكون ديدن الشخص وشغله الشاغل فهذا خروج بها عن طورها وهدفها وما شرعت لأجله.

كما أن العبد محاسب على وقته وساعات عمره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيم أبلاه، وعن عمره فيم أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به. رواه الترمذي وقال حسن صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني