الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكحول الإيثيلي..آلية امتصاصه.. وحكمه من الناحية الطبية الشرعية

السؤال

أريد الاستفسار عن حكم الكحول الإثيلي إذا كان يستعمل في العطور والبرفانات هل استعماله حرام أم حلال مع أني سمعت قول شيخ كبير يقول بأنه طاهر يمكن استعماله، وأريد أن يكون المجيب عن هذا السؤال ممن يمحص النظر في الأشياء ويكون كبيرا في طلب العلم؟وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالكحول الإيثيلي حسب ما وقفنا عليه من الدراسات هو من أخطر الكحوليات من حيث التأثير السام، فهو المكون المشترك في كافة أنواع الخمور والمشروبات الكحولية، وهو المسؤول عن الأثر السمي الناجم عن تعاطي هذه المشروبات.

وعند تعاطي المشروبات الكحولية، فإن حوالي 20% من الكحول يتم امتصاصه مباشرة من خلال جدار المعدة، وخاصة إذا كانت خالية من الطعام حيث يؤثر نوع وكمية الطعام الموجود بالمعدة على سرعة امتصاص الكحول منها، ويمر 80% من الكحول إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاصه إلى مجرى الدم أيضاً.

يمر الكحول الممتص من المعدة والأمعاء الدقيقة خلال الشريان الكبدي إلى الكبد حيث يقوم إنزيم متخصص يعرف باسم نازع هيدروجين الكحول بتكسير الكحول الممتص بمعدل ثابت محولة إياه إلى أسيتالداهيد فحمض الأسيتيك (الخليك) ثم إلى ثاني أكسيد الكربون والماء، وما يزيد عن هذا المعدل الثابت يخرج من الكبد عن طريق الوريد الكبدي إلى الناحية الوريدية للقلب ومنه إلى الرئتين حيث يمكن الكشف عن وجوده في هواء الزفير، ثم إلى الجانب الشرياني للقلب حيث يتوزع إلى كافة أنسجة وأعضاء الجسم بما فيها الدماغ.

أما من الناحية الطبية الشرعية، فإن تأثير الكحول على الدماغ هو المهم من الوجهة العملية، حيث إن التغيرات الحادثة في وظائف هذا العضو تؤثر بشكل مباشر على قدرة الأشخاص على أداء مهام محددة تحتاج قدراً من الحكم بطريقة طبيعية على الأمور والأشياء، وأيضاً على التوافق الحركي للعضلات.

وعلى هذا، فلا يجوز استخدام العطور والبرفانات المشتملة على الكحول الأثيلي، وقد بينا من قبل حكم العطور التي تحوي شيئاً من الكحول فراجع فيها فتوانا رقم: 254.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني