الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلالة التعرق لدى سماع القرآن

السؤال

لي صديق عندما يسمع أي شخص يقرأ القرآن الكريم في الإذاعة أو من شريط كاسيت يبدأ جسمه بالتعرق؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا التعرق الذي يحصل لجسم صديقك عند سماع قراءة القرآن، قد يكون بسبب خشية الله تعالى والخوف منه، كما قال الله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {الزمر:23}.

وذكر البيهقي في الشعب والقرطبي في التفسير وسعيد بن منصور في سننه، وصحح سنده محققه، أن عبد الله بن عروة بن الزبير سأل أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فقال: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرئ عليهم القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله.

وهذا إذا كان الذي يحصل لصديقك إنما يحصل له تأثراً بما سمعه من القرآن، وأما إن لم يكن يحصل بسبب التأثر بالقرآن، بل بأمر خارج عن إرادته، فإننا ننصحه في هذه الحالة بالاستمرار في الاستماع إلى القراءة والمواظبة على الذكر بصفة عامة، فإن الذي يأتيه قد يكون بسبب وجود مس شيطاني به، أو مرض نفسي قد ألمَّ به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني