الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إبراهيم عليه السلام كردي

السؤال

أرجو أن توضحوا لي بأني شاهدت في قناة تلفزيون كوردسات الكوردية وقرأت في بعض المصادر بأن نبينا وسيدنا إبراهيم عليه السلام كان كرديا وولد في كوردستان العراق وتزوج أيضا زوجة كوردية وأنجب منها بنتا وولدان فأوضحوا لي لماذا أهمل المؤرخين ذكر نسبه للكورد كما حدث لصلاح الدين الأيوبيجزاكم الله بألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف في كتب التاريخ على أن إبراهيم عليه السلام كان كرديا رغم البحث عن ذلك، وقد ذكر المؤرخون أن صانع المنجنيق الذي رمي به إبراهيم عليه السلام في النار رجل من الأكراد يقال له: هزن، ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية وغيره، وروى الطبري في تاريخه عن مجاهد أن الذي قال{ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ}، رجل من الأكراد، وأما أولاد إبراهيم عليه السلام فقد سبق أن ذكرناهم في فتوى برقم: 64266، فراجعها، وفيها أن المؤرخين لم يذكروا أن لإبراهيم عليه السلام بنات، وإنما ذكروا له ثلاثة عشر ولدا ذكرا. وأما مكان مولده عليه السلام، فقد نص المؤرخون بأنه ولد في أرض بابل وهي أرض الكلدانين، قال ابن كثير في " البداية والنهاية": وهذا هو الصحيح المشهور عند أهل السير والتواريخ والأخبار وصحح ذلك الحافظ ابن عساكر.

وأما كون صلاح الدين الأيوبي من الأكراد، فهو أمر مشهور عند المؤرخين ولم يهملوه كما أشار السائل، بل نصوا على ذلك في كتبهم، وكان صلاح الدين الأيوبي من أفضل ملوك المسلمين في تاريخهم، قال عنه الذهبي في "السير" : وكان خليقا للإمارة مهيبا شجاعا حازما مجاهداً كثير الغزو عالي الهمة. وقال عنه ابن كثير في " البداية والنهاية" عند الكلام عن وفاته: فلما قرأ القارئ{ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ }، تبسم وتهلل وجهه وأسلم روحه إلى ربه سبحانه ومات رحمه الله وأكرم مثواه وجعل جنات الفردوس مأواه... فقد كان ردءاً للإسلام وحرزا وكهفا من كيد الكفرة اللئام، وذلك بتوفيق الله له، وكان أهل دمشق لم يصابوا بمثل مصابه، وود كل منهم لو فداه بأولاده وأحبابه وأصحابه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني