الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تخرج الفتاة بدون إذن والدها

السؤال

أنا فتاة سعوديه أعاني كثيرا من والدي فهو لا يسمح لي بالخروج إلى الأقارب بشدة وليس دائما وهو أيضا لا يسمح لي بالخروج لصديقاتي أو لأي مكان عام حتى مع أمي وأخي لا يسمح بذلك سؤالي هل يجوز لي الخروج مع أخي وبإذن والدتي في غيابه مع العلم أن مشكلتي هذه تتعبني نفسيا أفيدوني جزاكم الله خيرا وبسرعة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أختي السائلة أن طاعة الوالد من أعظم القربات، وأفضل الأعمال عند الله تعالى، فقد قرن الله عز وجل حق الوالدين بحقه تعالى في عدة مواضع من القرآن الكريم كقوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء: 23} وقوله تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {النساء: 36} وغيرها من الآيات. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين ...

ثم إن طاعة الوالد واجبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد. رواه الترمذي والحاكم وابن حبان وصححه الألباني.

وعقوق الوالد من أكبر الكبائر، لقوله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأكبر الكبائر، قالوا: بلى يا رسول الله: الإشراك بالله وعقوق الوالدين... متفق عليه

فيجب عليك أختي السائلة طاعة والدك في تشديده عليك في الخروج إلى صديقاتك لا سيما وبقاء المرأة في بيتها خير لها في دينها، فقد قال الله عز وجل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب: 33}

قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: أي الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة.

ولا يجوز لك مخالفة أمر والدك ولو كان خروجك مع أخيك وبإذن أمك لما أسلفناه من الأدلة إلا إذا رضي والدك وأذن لك بذلك.

وللمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 10867

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني