الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية الختان للإناث والحكمة منه

السؤال

أنا فتاة عمري27عاما، أعاني من رغبة شديدة في ممارسة الجنس، فانا غير متزوجة، ونصحتني زميلة لي بإجراء عملية ختان، وذهبت لطبيبه لكي تجريها لي، ولكنها لم ترض؛ لأنها حرام. فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأت تلك الطبيبة عندما امتنعت عن إجراء عملية الختان لك بحجة أنه حرام، فإن ختان الإناث ليس بحرام، بل هو مشروع في حق النساء على سبيل الاستحباب، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: الفطرة خمس، وذكر منها الختان. والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وقد وردت أحاديث خاصة في ختان النساء اختلف المحدثون في صحتها إلا أن ختان النساء كان موجودا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومما يدل عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جلس بين شعبها الأربع أي بين يديها ورجليها ومس الختان الختان فقد وجب الغسل. رواه مسلم. قال الإمام أحمد: وفي هذا دليل على أن النساء كن يختن. اهـ.

وانظري الحكمة من ختان الإناث الفتوى رقم: 31783 وانظري مذاهب العلماء في ختان النساء الفتوى رقم: 4487.

وعلى هذا، فإننا ننصحك بإجراء عملية الختان عند طبيبة مسلمة مأمونة بحيث لا تبالغ في الأخذ فيقطع البعض ولا تستأصلها، وهذا إذا لم يكن في ذلك ضرر عليك، كما ننصحك بالصوم.

هذا، وننصحك بأن لا تجعلي أمر الشهوة يملك عليك قلبك وتفكيرك، فانصرفي إلى ما ينفعك في دينك ودنياك، وتجنبي الوحدة، واتخذي رفقة صالحة من الاخوات الفضليات، واعبدي الله معهم واشتركي معهن في شهود الخير ومجالس العلم وقراءة القرآن.

وأكثري من الصيام، فإن له تأثيرا بالغا في كبح جماح الشهوة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم

واحذري كل ما يهيج الشهوة من النظر إلى المجلات الهابطة والمناظر الفاجرة الخليعة في التلفاز، وعلى مواقع الإنترنت، فكل ذلك حرام، واحذري الاختلاط مع الرجال في الأسواق ونحوها، وانظري الفتوى رقم: 43691.

كما ننصحك بسؤال الله في أوقات الإجابة الشريفة كثلث الليل الآخر وأثناء السجود وفي الصيام وعند الفطر في اليوم الذي تصومين فيه وآخر ساعة بعد العصر يوم الجمعة، تسأل الله سبحانه بذل وإلحاح أن يرزقك العفاف وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي تقر به عينك ويأنس به فؤادك، هذا، وبإمكانك أيتها الأخت الكريمة أن تخبري الثقات من أخواتك المؤمنات برغبتك في الزواج وتكوين أسرة فيبحثن لك عن زوج صالح ذي دين وخلق فيكلمنه عنك ويرغبنه فيك وليس في ذلك منقصة لك، بل تلك منقبة، فإن طلب العفاف بالزواج الشرعي دليل الاستقامة والفطرة السوية، وانظري الفتوى رقم:9990 18430.

ولمزيد فائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 12767 59868 59729.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني