الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل المرأة في الأسواق وصلاتها مع جماعة من الرجال والنساء

السؤال

أعرف امرأة مطلقة تعيش في تونس ليس لها من يعيلها وأطفالها حتى أبوهم، لذلك فإنها مضطرة -حسب ما تقول- للعمل في الأسواق. سؤالي 1- هل يحل لها ذلك.2- إن كان ذلك كذلك فإنها تخرج من بيتها قبل أذان الصبح. فكيف تصلي خاصة وأنها في رفقة رجال و نساء كثر.3- هل يحل لهؤلاء الصلاة جماعة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق لنا أن فصلنا شروط جواز عمل المرأة في الفتوى رقم: 7550، والفتوى رقم: 3859. فراجعهما، فإذا توفرت هذه الشروط جاز لها العمل، وإلا لم يجز لها ذلك ما لم تصل إلى حد الضرورة، وأما بخصوص صلاة الصبح، فإنها تصليها في الوقت، وهو من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ولا يجوز لها أن تصليها خارج هذين الوقتين، لا قبل طلوع الفجر، ولا بعد طلوع الشمس، لأن الله تعالى قال: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً {النساء: 103}.إلا أنه تنبغي المبادرة بالصلاة في أول الوقت، وهو ما بين طلوع الفجر إلى الإسفار البين الذي تظهر فيه الوجوه ظهورا بينا وتختفي فيه النجوم. فإذا تعذر عليها أن تصلي صلاة الصبح في ذلك الوقت لكونها لم تجد مكانا مناسبا للصلاة فيه مثلا، فلها أن تؤخرها إلى قبيل طلوع الشمس، ويجوز لهؤلاء العمال أن يصلوا جماعة إذا أمنت الفتنة، ويكون الرجال في الصفوف الأولى والنساء في الصفوف الأخيرة، مع الالتزام الكامل بآداب الشرع كالحجاب وعدم الاختلاط بالرجال، إلا أن صلاة المرأة كلما كانت أبعد عن الرجال الأجانب كلما كان أفضل لها، لقوله صلى الله عليه وسلم: صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها. رواه أبو داود في سننه وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني