الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النظر إلى الصور الإباحية حرام وإن لم يتأثر بها الناظر

السؤال

مشكلتي هي أنني أشاهد الصور الإباحية ولكن لا أشتهي أن أفعل الزنا ولكنني أحب مشاهدتها حتى إنني لا أمارس العادة السرية مطلقا هل يجوز لي النظر إليها مع العلم أنني أصلي ولا تفوتني أي صلاة حتى الفجر أصليه وأقرأ القران وأخاف الله واستغفرته أكثر من مرة وأقلعت ولكن أعود بعد فترة لذلك أنا أسأل هل الله ينتقم من عباده الذين خالفوه مثلا لا يوفقهم في الامتحان أرجو الإجابة الدقيقة على كل فقرات الرسالة ومشكورين لهذه الخدمة التي يكافئ عليها الله ملاحظة عمري 17ونصف أي في فترة المراهقة ولست مستعدا للزواج قبل خمس سنوات قادمة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النظر للصور العارية الفاضحة ومشاهدة الأفلام الجنسية الخليعة وتصفح مواقع الإنترنت الإباحية كل ذلك محرم، ويستحق فاعله العذاب الشديد والوعيد الأكيد وانظر الفتوى رقم: 1256، 3605

وإنك وإن كنت تصلي وتقرأ القرآن فإن تلك المعصية تؤثر سلبا على عبادتك وتذهب منها الخشوع وتجلب قسوة القلب وقحط العين، كما أنها قد تجر إلى ما هو أكبر من مجرد النظر والمشاهدة والمعاصي بعضها يدعو إلى بعض وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ {النور: 21}

ولا أقل من أن ينظر الله إليك بعين السخط وقد استخفيت من الناس لتبارزه بالمعاصي، وكأنه أهون الناظرين إليك.

ولا شك أن للمعاصي والذنوب آثارا عظيمة وعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، ومن ذلك عدم توفيق العاصي في عمله وتعسير أموره عليه وحرمانه الرزق. قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى: 30} وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم. رواه أبويعلى في مسنده. وقال صلى الله عليه وسلم إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه ابن ماجه وصححه الحافظ السيوطي، وانظر طائفة من آثار الذنوب والمعاصي في كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم.

وإن الواجب عليك المسارعة بالتوبة إلى الله وعقد العزم على عدم العودة لهذا الفعل المحرم والندم على ما كان منك، فعسى الله أن يكفر عنك سيئاتك بتوبتك. قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: 82}

واسأل الله كثيرا أن يرزقك العفاف ويبغض إليك الحرام وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وإلى أن تتزوج فأكثر من الصيام فإن له تأثيرا بالغا في كبح جماح الشهوة، وهذا من الطب النبوي حيث قال صلى الله عليه وسلم : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.

كما ننصح بقطع الصلة نهائيا بالإنترنت إلا لحاجة شديدة، وليكن تصفحك له برفقة أحد الشباب الثقات حتى لا يسول لك الشيطان العودة لما كنت عليه من الحرام كما ننصحك بإخراج جهاز الكمبيوتر إلى مكان عام في البيت كغرفة الاستقبال أو المجلس بحيث لا تختلي بالكمبيوتر فتطوع لك نفسك فعل الحرام، ولا تصحب الشباب الفسقة الذين يزينون لك المعصية ويرغبونك فيها ويذكرون ما يرون من الحرام أمامك فتهفو نفسك أن ترى ما رأوا فهؤلاء صحبتهم مردية ولا يزيدونك من الله إلا بعدا، وفي المقابل اصحب الشباب الصالح المستقيم الذي يذكرك بالله ويعينك على فعل الخيرات، فإن صحبة هؤلاء من أعظم وسائل الاستقامة على أمر الله والتمسك بدينه وصحبة الصالحين تغري بالصلاح، وإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وانظر الفتوى رقم: 59061.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني