الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرجوكم أفيدوني ولكم الجزاء والشكر، تقدم لخطبتي شاب متدين وأنا أحببته في الله وأريده زوجا لي، لكن عائلتي وافقوا في أول الأمر معتقدين أنه سيعمل فوراً عند انتهائه من الدراسة، لكن وقع العكس فرفضوا تزويجي منه، وأنا الحمد لله وضعي المادي بخير وأستطيع أن أساعده بعد الزواج حتى يسهل الله أمره في وجود عمل، هل علي أن أطيع أهلي في رفضهم أم أتزوج به رغما عنهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هذا الشاب ذا دين وخلق فإنه يعتبر متصفاً بأهم الصفات التي ترغب فيها كل مسلمة تريد الزواج، لأنه المؤمل حقيقة أن تعيش معه حياة زوجية سعيدة مليئة بالمحبة والمودة مما يجعل العشرة طيبة هنية.

ولاعتبار الدين والخلق أرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته بقوله: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.

ولتحاولي إقناع أهلك بقبول هذا الشاب كما فعلوا في البداية ، ولتلفتي نظرهم إلى أن قلة المال لا تعد عيباً في الرجل ما دام قادراً على الكسب، كيف وقد وعد الله تعالى المتزوجين الفقراء بالغنى بقوله: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي.

فإن وافقوا فاحمدي ربك على توفيقه وأن أبوا فلك أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليزوجك، وإياك أن تسلكي سبيلاً للزواج من هذا الرجل أو غيره غير الذي ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني