الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكم على بلاء بأنه عقوبة على ذنب معين

السؤال

أضع بين يديكم قصتي هذه وكلي أمل أن تجدوا لي الحل الذي يرضاه الله عز وجل، أنا إنسان كنت عاصيا ثم التزمت ثم عدت ثم تركت المعاصي لفترة طويلة وخلال هذه الفترة أقدمت على الزواج بنية التحصين وعدم العودة للمعاصي وخاصة إني أعمل في محل يمر علينا أشكال من الفتن، وبالفعل تقدمت لخطبة فتاة من خارج السعودية من نفس جنسيتي الأصلية من عائلة متدينة ورب الأسرة رجل متدين ويخاف الله ورجل بكل معنى الكلمة ولله الحمد، وكتبنا عقد الزواج وقررنا أن تكون الدخلة أي ليلة العرس بعد عام وبعد فترة بسيطة كنت أكلمها بالهاتف وكنت أحس أنها لا تتكلم براحة وفسرت هذا الشيء على أنه خجل وفي يوم أتتني رسالة منها تقول فيها إنها لا تحب الذهاب إلى السعودية وخاصة أنها بعيدة عن أهلها وليس لديها أي اعتراض علي، ولكن هي مشكلتها في الغربة عن أهلها وتطلب مني عدم إخبار أحد وعلى أن تظهر هي ليس لها علاقة بهذا الموضوع وبعد مراجعة عمها الذي تعرفنا عليهم وعرضت عليه الأمر وقال لي تعرف هذه أمورالبنات وهو رجل كبير وصدقته وبالفعل مر العام وذهبت لأتزوج ونحن نجهز للعرس وفي عصر ذلك اليوم ونحن جالسون في بيت أهلها أتت المباحث أخذوني وقالوا لي إني أهرب أشرطة خليعة وحبوبا وأخرجوا من شنطتي بعضا منها وأنا والله يعلم ليس لي أي علاقة بهذه الأمور التي اتهموني بها وألقوا بي في التوقيف لديهم إلى اليوم التالي ومن ثم حققوا معي ولم يثبت علي شيء حيث إنني كنت بريئا والله، وادعوا أن هناك أهل فتاة أخرى قد تقدمت لها سابقا وتركتها وهم قاموا بالانتقام وعليه صدقت وقلت ليس معقولا أنهم يفعلون ذلك، وتم الزواج والحمد لله ولكني كنت أفكر بالذي حدث وكيف حدث وبقيت أبحث وأبحث وكل مرة تزيد شكوكي ولكني لم أجد دليلا على شكي وقد حلفتها على القرآن الكريم أنه ليس لها علاقة ولا تعلم من الذي وضع لي هذه الأغراض في حقيبتي ولعب الشيطان برأسي وقد كنت أرى نظرات حب في عين زوجة أخيها واستمرت هذه النظرات حتى أصبحت علاقة وبعد فترة علمت الحقيقة من زوجة أخيها وهي أن زوجتي كانت لها علاقة بشخص آخر وهم الذين دسوا لي الأشرطة والحاجات الأخرى في حقيبة ملابسي التي كانت لديهم بالبيت في غرف أخرى بعيده عني وهم الذين أخبروا المباحث وهذا باعتراف بلسانها وحلفت أنها لم تزد علاقتها به أكثر من الكلام وفي هذه الفترة قد رزقني الله منها بولد فقد عاهدتني على أن لا تخونني مع أحد وسامحتها حيث إن علاقتها قبل أن أتعرف إليها وبعدها بعامين ذهبنا إلى الحج وقد عاهدتني على أن لا تخونني وذلك وهي تضع يدها على الكعبة المشرفة وعلى كتاب الله وعشنا وبصراحة تركت هذه الحادثه في نفسي شكا منها وقد كانت تتعامل مع الناس هنا أقرباء أو غيره وهي تفكر أنها في خارج السعودية يعني أنها ممكن أن تضحك لنكتة قالها رجل وأنا كنت أغار إلى حد الشك، وهكذا مضينا مع بعض فترة على هذا الحال بين مد وجزر وقد وصلت الأمور في بعض الأحيان إلى الطلاق ولكن سرعان ما أهدأ وأنهي المشكلة من طرفي وتكون هي أحياناً غلطانة وبعد مرور خمسة أعوام وهي في ذمتي تحرش بها بالكلام ابن أخي وهو شاب مراهق وهي أكبر منه بأكثر من عشرة أعوام وكان في هذا اليوم مشكلة بيني وبينها وحسب ما تقول هي أنا رفضته وتركته وأنا لا أعلم ولم تخبرني وذات يوم أتى إلي أخي يخبرني أن ابنه حاول التحرش بزوجته أي زوجة أخي ويسألني عن رأيي وقلت له أنه يجب أن يثق في زوجته وهكذا كلام ولكنه قال لي إن المشكلة ليست مع زوجته ولكن مع زوجتي والله يعلم ماذا حدث لي في تلك اللحظة وقال أخي أنها ليس لها أي يد في هذا الموضوع ولو أنها ترغب في هذه العلاقة لما أخبرته بأنه يضايقها وقد ذهبت لهذا الشاب وأخذا ما فيه النصيب وانتهى الموضوع وأكدت عليها أنها لا تخفي عني شيئا من الموضوع وبعد مرور عامين اتصل عليها وهي عند أهلها خارج المملكة ورد عليه أخوها وحصلت مشكلة وبعد الوقوف على المشكلة تبين أنها كانت على علاقة معه تتحدث معه وتحبه، ولكن فقط بالكلام ولم تتجاوز البوس وحضنها فقط، وأنها لم تكن ترغب في ذلك وقد اعترفت لي بكل هذا وقالت إنها تركته من قبل ثلاثة أشهر وقطعت كل شيء معه وأنها تريد أن تعيش معي ومع أولادها وأنها تحبني ولكنها لم تفعل ذلك إلا لأني أضربها وأهينها وقد كان سماعها لكلام ذلك الشاب بعد هذه الإهانات والضرب وأنها لن تخونني وأنها تكون طالقا إذا فكرت في غيري وهذه هي قصتي وأنا أقول إنني كنت فعلاً أضربها ولكني كنت فعلاً أحبها ولكني أغار كثيراً، وقد كنت ملتزما بالصلاة والدين ولكن لي كبوات وزلات مثل أي شاب وذلك مثل السفر خارج المملكة والخمر وقد زنيت والعياذ بالله مرة واحدة وقد تبت لوجه الله، والله يعلم أني ندمت عليها أشد الندم ولا أحد يعلم بها إلا الله وقد كانت هذه الحادثه قديمة وأنا الآن أسأل: هل ما حدث لي كان عقابا من الله لي وهل هذه الزوجة تصلح أن تكون زوجة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من لم يتب من الزنا والتحرش بأعراض الناس فلا شك أنه معرض للعقوبة في الدنيا والآخرة، ولكن الحكم على نوع من أنواع البلاء والمصائب التي يبتلي بها الله من شاء من العصاة بأنه عقوبة لتلك الفاحشة بالذات يحتاج إلى دليل من كتاب أو سنة، ولم يرد فيما نعلم دليلاً ثابتاً يدل على ذلك، وتراجع الفتوى رقم: 35693.

فعليك بالتوبة من تلك الآثام ولتكثر من الأعمال الصالحة لعل الله أن يغفر ذنبك ويجعل ذلك سبباً في عفة زوجتك، ومن لوزام التوبة الإقلاع عن الذنب في الحال والندم على ما فات وعقد العزم على عدم الرجوع إلى المعصية، ولتعلم أنه إذا كنت تغار على زوجتك من أن تتكلم مع الغير فكذلك الناس، ونذكرك بقصة ذلك الشاب الذي أراد الإذن في الزنا فزجره الصحابة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادنه فدنا قريباً قال فجلس قال: أتحبه لأمك، قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك، قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك، قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك، قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال: أفتحبه لخالتك، قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.... رواه أحمد في المسند .

أما بخصوص هذه الزوجة فالواضح أن ماضيها سيء لكن إن تابت وصدقت في توبتها فالأولى إبقاؤها خاصة أنك رزقت منها الولد، وإن لم تتب حقيقة بل بقيت على عصيانها ولم تستطع إقناعها ولا جبرها على ترك تلك الأعمال فلا خير في إبقائها لأنها امرأة سوء، وقد نص أهل العلم على استحباب طلاق من كان ذا حالها قال ابن قدامة وهو يعدد أنواع الطلاق: والرابع مندوب إليه وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله تعالى الواجبة عليها مثل الصلاة ونحوها ولا يمكنه إجبارها عليها أو تكون له امرأة غير عفيفة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني