الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود العلاقة بالمخطوبة

السؤال

أرجوك يا شخنا دلني على الخير الصحيح الذي يرضي ربنا ويرضي نفسي وأهلي وديني
أنا شاب عمري 21 عاما أدرس بالسنة الأخيرة بالجامعة، تعرفت على ولد أصبح صديقا لي وأدخلني بيته وعرفني بأهله وأنا كنت على حسن ظنه فعلا فقد دخلت معهم في أفراحهم أحزانهم وقدمت لهم العديد من الخدمات، وفي مرة وبعد عام من صداقتنا عرفني على بنت وقال لي إنه يحبها بل إنها مخطوبة، حقيقة لم أهتم بالأمر، ولكن مرت الأيام وانفصلت هذه البنت من خطيبها وعمل صديقي على أن يتقدم لخطوبتها وسعى وراء ذلك فترك الدراسة وسافر إلى مدينة الغردقة وعمل هناك وترك الأمر لي لكي أصارحها بأنه يحبها وهذا كان ضعفا منه بالطبع أن يسافر ويسعى وراء سراب دون أن يحدد هدفه
وبالفعل صارحتها أنه سافر لكي يجهز نفسه ليتقدم ويخطبها وهي وافقت أخذت رأي والدتها و لم يكن هناك اعتراض منها
استمر الحال على ذلك إلى أن فوجئت بأن أحد الأفراد المجهولين يكلمني على التليفون المحمول و يقول لي إن صديقي متعب جدا و موجود بالمستشفي منذ عدة أيام فسافرت في نفس اليوم وقبل طلوع الشمس لكي يدلني الله على الحقيقة لأن هذه البنت بالفعل ضعيفة وتستأهل كل خير، فقد اكتشفت أن الصديق الحميم لي متزوج من أجنبية وعندما علم أنها حامل منه فقد أصيب بالهستريه المؤقتة فجلست مع نفسي لأفكر هل أخفي على البنت البريئة المصرية التي صارحتها بحقيقة الأمر أم أن أشرح لها حقيقة الأمر وأديت صلاة استخارة وبالفعل صارحتها بحقيقة الأمر ومن هذه اللحظة شعرت أن البنت متخوفة لدرجه أنها بدأت تكره كل من حولها من الرجال فقد تمت خطوبتها لابن خالتها واكتشفت أنه خانها مع بنت عمها ثم ولثاني مرة تمت خطوبتها على ابن صديق والدها واكتشفت أيضا أنه يخونها مع الكثير والكثير من البنات والسيدات المتزوجات هذا ولثالث مرة تخان وهي لا تشعر
أصيبت بحالة جنون وأنا عاصرت معها كل هذه الأمور إلى أن خرجت من الحالة التي أصابتها وأصبحت صديقا حميما لها معي الكثير من أسرارها وأسرار عائلتها وتطورت العلاقة بيننا إلى أن فوجئت بأنها تصارحني في مرة بكثير من الأمور العظيمة الموجوده بي والصفات الحميدة التي أتعامل بها مع كل الناس وليس معها فقط، وصارحتني في هذه المرة بأنها تحبني منذ زمن بعيد منذ أن كنت صارحتها بحقيقة حب صديقي لها .... وتم إغلاق هذه الصفحة وفتح صفحة جديدة في حياة كل منا
فأنا سعيت وراء العمل وبالفعل وجدته وهو عمل راق جدا أحصل منه على مرتب جيد إلى حد، أما وتم تكريس جهودي على النجاح في دراستي وبالفعل نجحت ودائما أشعر أن الله يوفقني من أجل هذه البنت المسكينة المجروحة دائما فأنا أحاول بقدر الإمكان أن أحافظ على نفسيتها وشعورها وأن أجعلها دائما تنسى فكرة الخيانة من وجدانها.
ونجحت بالفعل في هذه المهمة وقد تمكنت من أن أملك قلبها وتفكيرها وعقلها ومن هذه اللحظة بدأت أنا أغير من كثير الصفات فيها.
فهي اجتماعية .. و لذلك عملت على أن أقلل من اجتماعيتها هذه وأن تقتصر هذه الاجتماعية على المقربين فقط وغيرت من طريقة لبسها وذوقها في الشارع وطريقة المشية والتفكير فهي متدينة وأهلها على خلق ولذلك البنت كانت مستجيبة لي بقدر لم يعق مهمتي .. بالفعل أنا أسميها مهمة فأنا كنت أنوي أن أفعل كل هذا فإن وفقني الله وخطبتها فهذا لنفسي وإن لم يوفقني الله فإن هذا بالتأكيد سوف آخذ عنه ثوابا عند الله
ولكن الله وفقني كثيرا وكثيرا و الحمد لله
فخطبتها من والدها ودخلت البيت من بابه وفي كل مرة تكتشف البنت في الكثير والكثير من الصفات الحميدة التي تعلقها بي أكثر وأكثر، إلى أن فوجئت أنها تعطيني الكثير مما ليس لي به حق فقبلتني واحتضنتني وذهلت لذلك و لكن تكررت هذه العادات إلى أن أصبح شيئا عاديا وطبيعيا .. ولكن الذي يصبرني على ذلك أنها تفعل ذلك حبا في و ليس رغبه في الشهوة
فهي تمنعني من عمل أي شيء من الممكن أن يؤذيها وتدخله في أدق أدق أسرارها مثل ميعاد الدورة الشهرية وأصبحت تحكي لي عن ما تسمعه من أختها عن العلاقة بينها وبين زوجها وهم على فراش النوم هذا بالإضافة إلى أن والدتها تسمح لي بالخروج معها دون علم أبيها وهي تعلم مدى العلاقة بيننا وكل ما يحدث هذا هي تعلمه دون اعتراض قاطع منها .. فهل هذا خطأ أم يصح لأن البنت كانت شبه مريضة وأنا والحمد لله سعيت وراء علاجها ولذلك أمها تفعل ذلك كي لا ترجعها إلى حالتها الأولى أما البنت فهي ضعيفة ومن الممكن أن تسبب لي مشاكل في المستقبل دلوني هل أترك هذه البنت أم أستمر معها
دلوني ... هل أنا خائن لصديقي القديم أم لا ؟ هل يرضى ربنا أن بنتا عذراء ولظروف خاصة تسمح لنفسها بذلك
أرجوك أنا آسف يا شيخ أني طولت عليك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلابد من الإشارة قبل الإجابة على السؤال أن الخطبة هي طلب النكاح من المرأة أو ولي أمرها، وقد شرع للخاطب النظر إلى المخطوبة ، والحكمة من ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : فإنه أحرى أن يؤدم بينكما.

ومعاملة الخاطب لخطيبته لها ضوابط وحدود، يجب الالتزام بها، ويحرم تعديها، وبيان ذلك أن الخاطب أجنبي عمن خطبها حتى يعقد عليها، فلا يجوز له الخلوة بها، ولا الخروج معها، ولا لمسها، ولا التكلم معها بعبارات الحب والغزل.

وبهذا يتبين للسائل أن علاقته بخطيبته على النحو الذي ذكر لا تجوز شرعا، وعليه أن يقطع هذه العلاقة ، إلى أن يتمكن من العقد والدخول بها، وله أن يعقد عليها، ويؤخر الدخول (الزفاف) .

وعن السؤال الثاني: فالمرأة يجوز خطبتها ما لم تكن مخطوبة للغير ، وهذه الفتاة ليست مخطوبة لصديقك، فيجوز لك خطبتها، فما فعلته جائز شرعا، ولا يعتبر خيانة لصديقك .

وأما قولك هل يرضى ربنا بفعل الفتاة ، فالله سبحانه لا يرضى بذلك، ولكن إذا كنت تريد أن تقول هل يلزم من فعلها أنها غير عفيفة أوغير مؤتمنة فلا يلزم ذلك، لأن للعادات والتقاليد تأثيرا على تصورات الناس ومعتقداتهم، فربما ظنت أن هذه الأفعال جائزة مع الخاطب

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني