الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعوة عبر الإنترنت للنساء نصائح ومحاذير

السؤال

إنني أحاول أن أقوم بالدعوة إلى الإسلام عن طريق مجموعات الياهو ، و بطبيعة الحال أقابل بالهجوم الشديد و أحيانا بالشتائم والسباب ، ولكن المهم في ذلك هو أن أحد الذين أرسل إليهم قال لي إنني أسيء إلى الإسلام بدلا من أن أدعو إليه لأنني لا أحترم خصوصية المجموعات البريدية و التي عادة ما تكون مهتمة بأمر معين بعيدا عن الديانات مثل الأفلام مثلا أو الأمراض أو ما أشبه ذلك
فما رأيكم في هذا الزعم ؟
و بماذا تنصحوني هل أتوقف عن إرسال الرسائل المعرفة بالإسلام والمهاجمة للنصرانية للمجموعات التي لا تناقش الديانات أم أستمر في ذلك عسى أن يكون هناك من يصغي
وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق لنا أن بينا ضوابط جواز دعوة المرأة للرجال عبر الإنترنت في فتاوى عديدة، فراجعي مثلا الفتاوى ذات الأرقام التالية: 46178، 1759، 30911.

وننصحك بعدم دخول غرف المحادثة الخاصة بل شاركي في مواقع الحوار العامة، لأن دخول المرأة في مناقشات مباشرة مع رجل قد يؤدي إلى فتنتها أو فتنة غيرها بها، أضف إلى ذلك أن نفع غرف المحادثة الخاصة نفع قاصر على شخص واحد بينما الدعوة عبر غرف المجموعات وخاصة ذات العدد الكبير يحقق نفعا عاما، بل إننا ننصحك بعدم الدخول في الحوارات والنقاشات بصفة عامة، واكتفي بإرسال ما عندك من مقالات واتركي قراءة هذه المقالات تفعل فعلها، لاسيما أن هناك مقالات تكون معدة إعدادا قويا وقد يكون المرسل لها غير متمكن من مضمونها تمكنا جيدا، فإذا دخل في حوار حولها فقد يضعف من تأثيرها.

ثم إننا نشكرك على حرصك على الدعوة إلى الله تعالى وتحمل السباب والشتائم في سبيل ذلك، واعلمي أختي الكريمة أنك تقومين بمهمة شريفة عظيمة وهي وظيفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وليكن لك فيهم أسوة حسنة فقد تحملوا في سبيل تبليغ دين الله تعالى من أقوامهم الكثير من سبب وشتم ونبذ بالألقاب واتهام بالسحر والكذب، وبعضهم عليهم السلام وصل الحال بأقوامهم إلى أن قتلوهم، وأما الإعراض عنهم وعدم سماع كلامهم فكثير جدا، كما كان يفعل أصحاب نوح عليه السلام معه، فقد قص الله تعالى لنا بعضا من ذلك فقال تعالى: قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا {نوح: 5-10} إلى آخر الآيات

وهذا ما ننصحك به أختي السائلة وهو الاستمرار في دعوتك ولا تلتفتي إلى من يريد تثبيطك عن ذلك، فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يغشى الناس في أسواقهم وأنديتهم يدعوهم إلى الإسلام، ومعلوم أن الناس في أسواقهم لا يتحدثون عن الدين ، لكننا ننصحك بأن تكون دعوتك بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة اللينة والجدال بالتي هي أحسن، فإن ذلك أدعى لقبول دعوتك ونصحك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني