الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال الذي أخذته يجب رده وإن تطاول الزمن

السؤال

السلام عليكم ورحمة اللهأفيدونا جزاكم الله خيرا،عن رجل كان ينجد وسادة عند أحد الناس ووجد بداخلها مبلغ ثلثمائة جنيه فأخذها وأنفق هذا المال وكان ذلك منذ خمسة وعشرين عاما ويريد الآن أن يتحلل من هذا الأمر، فماذا يفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن ذلك الرجل قد خان الأمانة، وأتى منكراً عظيماً من كبائر الذنوب، وكان يجب عليه حينما وجد المال أن يعطيه لصاحبه، وقد عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيانة الأمانة علامة من علامات المنافق فقال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" رواه البخاري ومسلم. فالواجب على هذا الرجل التوبة إلى الله توبة نصوحاً، وردّ هذا المبلغ إلى صاحبه وهو (ثلاثمائة جنيه) فقط كما ذكر في السؤال، فإن وجده حياً فبها، وإلا رده إلى ورثته.
ولا ريب أن هذا المبلغ كان يساوي آلافاً مؤلفة في ذلك الوقت، وقد فوت هذا الرجل على صاحب المال الانتفاع به كل هذه المدّة، ولذلك فإننا نطالبه بالتحلل من صاحبه، وطلب العفو والمسامحة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال، فليستحللها منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم، وإنما يؤخذ من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فزيدت على سيئاته" رواه البخاري ومسلم، وعلى هذا فالواجب رد المبلغ (ثلاثمائة جنيه فقط) لكن الأولى الإحسان إلى صاحب المال، وتعويضه ما أمكن حتى يرضى ويصفح، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني