الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمثال ليس نجسا بمجرده

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه أجمعين.
أرجو أن يتسع صدركم لسؤالي الطويل.
منذ عدة سنوات كان يعمل عندنا في البيت رجل وهو مسيحي وعندما ترك العمل في بيتنا جلب لنا على سبيل الهدية تماثيل منها تمثال للنبي عيسى عليه الصلاة والسلام وقد احتفظ أهلي بهذه التماثيل ووضعوها في البيت ومنذ صغري وأنا متضايق من هذه التماثيل وأشعر أنه لا ينبغي لنا نحن المسلمين أن توضع هذه التماثيل في بيوتنا وعندما وصلت بي الغيرة على ديني قمت بتحطيم هذه التماثيل وتهشيمها وإلقائها خارج البيت وذلك ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى، المشكلة التي أعاني منها وهي ربما ليست جديدة عليكم هي مشكلة الوسواس (إذا كان ما يراودني هو وسواس) حيث إنني عندما كسرت أحد تلك التماثيل قمت برميه على الأرض التي كانت عليها سجادة وقد تحطم التمثال فعلا على السجادة وتناثرت أجزاؤه على السجادة وبعد ذلك قمت بجمعها والإلقاء بها في الخارج وفي سلة النفايات وكان ذلك منذ حوالي ثلاث سنوات، مشكلتي إنني أدوس كل يوم بحذائي على هذه السجادة طبعا لأن هذ السجادة هي في غرفتي ولابد من المرور فوقها لكي أصل إلى باب الغرفة ويوم أمس بعد أن خرجت من البيت وذهبت إلى أصدقائي لملاقاتهم وأمضيت الأمسية معهم عدت إلى البيت وأنا في طريق عودتي أمسكت بشخص كاد أن يقع علي دون أن ينتبه وأثناء ارتباكي من تلك الحادثة شعرت أن كعب حذائي (أي أقصد أرضية الحذاء إن صح التعبير التي تلامس الأرض عند المشي) لاحظت أن كعب حذائي قد داس على الجزء الأسفل من بنطلوني واتسخ البنطلون وطبعا تعرفون بأن حذائي يمر يوميا على المكان الذي حطمت عليه التمثال المشار إليه أعلاه هل يكون بنطلوني قد أصابته نجاسة ولا أقصد نجاسة مادية بل نجاسة معنوية إن صح التعبير حيث إن الحذاء الذي يدوس يوميا على مكان التمثال قد أصاب البنطلون بنجاسة ذلك التمثال من حيث كونه نجسا لأنه لايصح لنا نحن المسلمين أن يكون عندنا مثل هذه التماثيل لا أدري هل أتخلص من ذلك البنطلون أم أغسله وإذا غسلته هل سوف تنتقل تلك النجاسة إلى كل أجزائه بعد أن كانت قد أصابت جزءا منه وبالتالي تعلمون أن البنطلون يكون في تماس مع الملابس الأخرى كالقميص والملابس الداخلية وبالتالي سوف ينجسها؟ وهل يجوز لي غسل البنطلون وأن يوضع معه في الغسالة ملابس أخرى مثل القمصان مثلا من دون أن تتأثر بنجاسة ذلك البنطلون؟ هل إذا لبسته حتى بعد غسله أكون قد دخلت في باب الشرك والعياذ بالله؟ لأنه كون قد مسه كعب الحذاء الذي يدوس على المكان الذي وقع عليه التمثال أعلاه بعد تحطمه؟ هل يعد ارتداء ذلك البنطلون من باب الشرك والعياذ بالله؟ هل أتخلص منه؟
جزاكم الله خيراً أرجو منكم إجابة مفصلة على كل النقاط التي ذكرتها لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يسدد خطاك، وأن يجزيك على غيرتك وإنكارك للمنكر، ولقد أصبت في تحطميك للتمثال، ففي صحيح مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته.

وهذا التمثال ليس نجساً لكونه تمثالاً، فلا داعي لهذا كله، فالسجادة التي كسر التمثال عليها لم تتنجس والأحذية لم تتنجس بسببه أيضاً، وكذلك البنطلون من باب أولى ولا معنى للنجاسة الشركية هنا، فالتمثال لا يجوز اتخاذه لكنه جماد لا يوصف بالشرك، ويجب تغيير صورته وطمسها وقد فعلت، والنجاسة المعنوية ليست لها أحكام النجاسة الحسية من حيث كيفية التطهير وانتقال النجاسة ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني