الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قواعد في الفعل المضارع

السؤال

هل هناك فرق بين "يضلوك" و "يضلونك"؟ لماذا خاطب الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بـ "يضلوك" و من ثمّ بـ "يضرونك" (وليس بـ "يضروك") في الاَية 113 من سورة النساء؟ وهناك أمثلة أخرى على ذلك مثل "يردونكم" (الاَية 109 من سورة البقرة) و "يردوكم" (الاَية 217 من سورة البقرة).

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الفرق بين يضلوك ويضرونك ونحوها من الأفعال هو حذف النون من الأول لأجل النصب أو الجزم، وإثباتها في الثاني في حالة الرفع وتجرد الفعل من عاملي النصب والجزم، فقوله سبحانه: لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ بحذف النون من الفعل لكونه منصوباً بأن المصدرية، وفي قوله: وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ باثبات النون في الفعل لكونه مرفوعا لتجرده من عامل النصب والجزم، وهكذا في سورة البقرة في قوله تعالى : يَرُدُّونَكُمْ بإثبات النون ويَرُدُّوكُمْ بحذفها لنفس السبب، وتلك قاعدة مطردة في كل فعل مضارع على أحد الأوزان الخمسة وهي: يفعلون وتفعلون ويفعلان وتفعلان وتفعلين، فما جاء على وزن هذه الأفعال فإنه يرفع بثبوت النون وينصب ويجزم بحذفها، وفي ذلك يقول ابن مالك رحمه الله في ألفيته:

واجعل لنحو يفعلان النونا رفعا وتدعين وتسألونا

وحذفها للجزم والنصب سمة كلم تكوني لترومي مظلمة

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني