الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جعل يوم ميلاد شخص ما عيدا غلو وابتداع

السؤال

ما حكم من يقوم بنظم قصيدة ثناء لأحد الأشخاص يذكر فيها أن الله خلق بالسنة عيدين والثالث هو عيد ميلاد فلان؟؟؟؟وأن عيد هذا الشخص يعتبر بعد عيد الفطر وعيد الأضحى
فما رأيكم بهذا القول وهذا الشخص ؟؟؟
وما نصيحتكم له علما بأنه وضعها في أحد المواقع؟؟؟
وماذا ينبغي على هذا الموقع فعله بهذه القصيدة وهذا الشخص ؟؟؟؟ولكم مني جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الشاعر يقصد أن الله شرع للمسلمين عيدا هو يوم ميلاد ذلك الشخص الممدوح في القصيدة فإن ذلك كذب وافتراء على الله، قال تعالى: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ {النحل: 105} وأما إن كان يقصد أن يوم ميلاد ذلك الشخص ينبغي أن يعظم ويحتفل به المسلمون كما يحتفلون بيوم الفطر ويوم الأضحى فذلك باطل ومردود على صاحبه، فإن الأعياد من شعائر الدين الظاهرة وليس للمسلمين إلا عيدان سنويا، عيد الفطر وعيد الأضحى، وهناك عيد أسبوعي هو يوم الجمعة ولا يجوز إحداث عيد غير أعياد المسلمين المشروعة. قال صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه مسلم.

وعلى هذا، فلا يجوز الاحتفال بأعياد ميلاد الأشخاص، فهو مع كونه من المحدثات، ففيه أيضا تشبه بالكفار في عاداتهم، وقد نهينا عن التشبه بهم. قال صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أحمد وأبو داود. وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ رواه البخاري

وعلى صاحب القصيدة الذي جعل يوم ميلاد أحد الأشخاص عيدا يضاف لأعياد المسلمين عليه أن يتوب إلى الله ويرجع عن غلوه في هذا الشخص، وعلى المشرفين على الموقع الذي نشرت فيه هذه القصيدة أن يحذفوها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني