الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتياد النوادي حال خلوها من المناكر

السؤال

ما الحكم في الاشتراك في النوادي الاجتماعية والذهاب إلى التنزه فيها وما بها من اختلاط وتبرج علما بحرصنا على الذهاب في أوقات نفترض فيها عدم وجود مخالفات كثيرة مثل الصباح الباكر...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت النوادي كما ذكرت يقع فيها الاختلاط والتبرج ونحو ذلك من المحاذير الشرعية فلا يجوز الاشتراك فيها لأنه من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}

وكذلك زيارتها في الأوقات التي يحصل بها ذلك كما بينا في الفتوى رقم: 65238.

وأما إن كنت ترتادها في بعض الأوقات التي تخلو من تلك المناكر فلا يحصل اختلاط ولا تبرج ولا سماع أغان ونحو ذلك فلا بأس.

مع التنبيه إلى أنك مسؤول عن زوجتك وأولادك، فالرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم: 6} والديوث لا يجد رائحة الجنة ولا يدخلها وهو الذي يقر في أهله الخبث، ولا يغار على أهله فيدع زوجته متبرجة يراها فلان وعلان تكلم هذا وذاك.

قال العلوي في نوازله التي نظمها ابن مايابى:

وتارك الزوجة عمدا تخرج * بادية أطرافها تبرج

فلا إمامة ولا شهادة * وإن جرت عرفا بذاك العادة

فينبغي للمسلم أن يحذر من ذلك كل الحذر، وأن لا يرتاد من الأماكن ما كان فيه بعض تلك المحاذير، وأما ما خلا منها أو كان يسيرا يمكن تحاشيه فلا بأس به للراحة والاستجمام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني