الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى أثر الإفرازات النسائية على الصوم

السؤال

في رمضان الماضي كنت أعاني من وسوسة الطهارة حيث كان يهيئ لي الشيطان أن كل ما ينزل مني هو مني يجب الاغتسال منه وقضاء اليوم لدرجة وصلت الأيام التي أعتقد أنه يجب عليه قضاؤها إلى 10 أيام، وللعلم أن الأيام التي يجب علي قضاؤها هي 2 فقط أي الأيام التي كنت فيها غير طاهرة بسبب الدورة الشهرية وما تبقى من الأيام مجرد شكوك من الشيطان وقد بدأت بالفعل قضاءها ولكنني قررت عدم السير في طريق الشيطان وأن أوقفه لأنه أخذ يتطور معي ووصل إلى العقيدة والتشكيك لذلك قررت عدم إكمال اليومين اللذين تبقيا لي وهما أنني في أحد أيام رمضان كنت أتأكد بواسطة المنديل من وجود إفرازات فوجدت إفرازات صفراء على المنديل وهي إفرازات لا تكاد ترى وقد تكون مجرد إفرازات نسائية وقد أقسمت في نهار ذلك اليوم على عدم إعادته لأبعد الشيطان وأدفعه، فهل فعلي صحيح، وللعلم فإني غير متزوجه ولا أمارس العادة السرية ولله الحمد.
اليوم الآخر: وجدت إفرازات في ملابسي بعد رجوعي من الجامعة فقررت قضاء ذلك اليوم ولم أفطره بل أكملته، ولكن كنت أريد قضاءه من باب الاحتياط، فهل أستطيع عدم قضائه الآن لأنني أعرف أنها إفرازات نسائية وأن الشيطان من كان يوسوس لي، الخلاصة: هل مجرد النية بقضاء يوم أثناء الصيام تبطل الصيام؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مجرد نزول المني لا يفسد الصوم عند الأئمة الثلاثة أبي حنيفة والشافعي والإمام أحمد، كما سبق في الفتوى رقم: 2807 وعند المالكية تفصيل في ذلك ذكرناه في الفتوى المشار إليها، هذا إن كان نزوله محققاً ويلزم منه الغسل، فإن كان في أصل نزوله شك أو تحقق من نزوله وشك فيه هل هو مذي أو مني أو شيء آخر؟ فلا يلزم منه الغسل ولا سيما إن كان ذلك من شخص موسوس، وعلى هذا فلا يلزم الأخت السائلة إلا قضاء اليومين اللذين أفطرتهما بسبب الدورة.

ونقول لها: عليك أن تُعرضي عن مثل هذه الوساوس، ولقد أصبت في قرارك عدم الاستجابة لمثل هذه الأوهام والوساوس فإن الاسترسال معها لا يزيد المسلم إلا وسوسة وشكوكاً، والسبيل الوحيد للتخلص من هذه الوساوس يتمثل في الاستعاذة بالله والالتجاء إليه وقراءة المعوذتين والإعراض عنها، سواء كانت تتعلق بالاعتقاد أو الطهارة أو الصلاة، ولتراجعي الفتوى رقم: 51601.

ثم إن وجود هذه الإفرازات لا يلزم منه أن تكون منياً، فإذا تحققت نزولها فلتنظري، فإن كانت فيها علامات المني المبينة في الفتوى رقم: 27687، وقد خرج بلذة فلا يلزمك إلا الغسل، وإن لم توجد فيها علامات المني فلا يلزم منها غسل، ويجب غسلها وغسل ما أصاب الملابس منها فقط، سيان في هذا ما وجدت عند رجوعك من الجامعة وغيره فلا علاقة له بصحة الصوم، ولا يلزم منه إلا الغسل إن تحققت أنه مني؛ وإلا فلا يجب إلا غسل الخارج المذكور، وطهارة البدن منه كذلك والموضع الذي أصابه من الملابس إذ قد يكون مذياً وقد يكون رطوبة فرج نجسة، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 4036، والفتوى رقم: 2860، ولا يفسد الصيام بنية القضاء لأنها لغو ولا معنى لها ما دام الصوم صحيحاً، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 4113.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني