الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سفر الزوج بإحدى زوجتيه بغير رضا الأخرى

السؤال

أنا سيدة متزوجة حديثا منذ عامين، من رجل له زوجة أخرى وأبناء منها قبلت الارتباط به لثقتي بنضجه وعقله ومعرفته بأصول الدين وليس بيني وبين أهل بيته الآخر مشاكل ولله الحمد مررت خلال هذه المدة القصيرة من زواجي به بمنغصات مختلفة منها الصحي والنفسي كان آخرها وفاة أمي إثر حادث أليم بعد الوفاة بحوالي 8 شهور رغب أبي وهو شيخ كبير في الذهاب إلى العمرة فعرضنا عليه أنا وأختي مرافقته طلبا للاستشفاء النفسي وأيضا لأنه لا يوجد من يرافقه غيرنا عرضت على زوجي أن يرافقني فرفض بحجة أن زوجته الأولى وأم العيال لم يسبق لها الذهاب إلى الأراضي المقدسة وأنه لا يستطيع أن يذهب معي أنا الزوجة الجديدة أولا قبلها هي، حرصا على مشاعرها ومشاعر أبنائها حاولت إقناعه بأنه من حقي عليه أن أحظى بمرافقته لاسيما وأن الظروف حولي مواتية أكثر من ظروفها هي كذلك اقترحت عليه أن أذهب إليها وأطيب خاطرها وأشرح لها ظروفي قبل السفر، كذلك اقترحت عليه بمجرد عودتنا إلى الوطن أن يقوم بإجراءات السفر من جديد ليأخذها هي وهو قادر على ذلك ماديا فرفض بشدة فتوكلت على الله وسافرت مع أبى وأختي وابن أختي الكبرى باعتباره شابا يمكن الاعتماد عليه في الغربة وذلك بعد أخذ الإذن منه بالموافقة، وبعد العودة من العمرة وبعد خمسة عشر يوما بالضبط بدأ بإجراءات السفر ليأخذ زوجته الأولى معه إلى العمرة دون مراعاة لمشاعري أنا التي طلبت منه أولا مرافقتى واقترحت عليه بكل وسائل المساعدة لنذهب دون إيذاء مشاعر أحد فإذا به يضرب بمشاعري أنا عرض الحائط ويرضى الأخرى على حسابي. قلت له: هل هذا هو العدل؟ أجاب: بنعم لأنك ذهبت مع أهلك وعلي أنا كواجب تجاه أم العيال أن آخذها أيضا . قلت له: لكن هل السرعة في قيامك بأخذها على هذا الشكل وبفارق خمسة عشر يوما فقط تصرف لائق؟ أجاب: بنعم لأني سألت بعض الشيوخ الفقهاء فقالوا بجواز ذلك وأن غضب الثانية مجرد دلع نسوان. قلت: إن كان كسر الخواطر هو دلع نسوان عندك وعند شيوخك فحسبي الله فيك وفيهم لأنكم مجرد رجال أخذكم شعور بالتضامن مع بعضكم البعض دون مراعاة للقيم الإنسانية .
سؤالي : هل ما فعله وأقصد تحديدا رفضه مرافقته لي بذلك السبب الذي ذكرته لكم سابقا ثم بعد فترة قصيرة جدا وأنا لازلت متأثرة بعدم مرافقته لي يعود فيذهب بالأخرى. هل في هذا الفعل جزء من الصواب؟ وأين العدل في هذا الموقف؟ وماذا أفعل بشعور الظلم والقهر الذي أحس به في داخلي؟ مع العلم بأنه لم يكن يخطر فى باله الذهاب إلى الأراضي المقدسة إلا بعد ما عرضت عليه أنا ذلك وبعد الظروف التي مررت بها .
ارجو الإفادة يرحمكم الله .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب على الزوج العدل بين زوجاته، ولا يجوز له أن يسافر ببعض زوجاته دون بعض بغير قرعة أو رضاً منهن على المذهب الراجح عندنا، وإذا فعل ذلك فهو آثم، ولمزيد من التفصيل تراجع الفتوى رقم 34111

وبناء عليه: فإذا سافر بزوجته الأولى دون رضاك فإنه يأثم وعليه أن يقضيك، ولك مطالبته بحقك، ولك أن تصبري وتحتسبي، فإن الله سبحانه يقول إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف90}

وينبغي لك مناصحته، وبيان الحكم الشرعي، على ما ذهب إليه أئمة الدين وعلماء الإسلام كما في الفتوى المحال عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني