الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يترك العمل لمنعه من أداء الصلاة في جماعة

السؤال

أعمل في مدرسة نظامها غير عربي ، ولكن اتفقنا منذ زمن طويل على أن نقيم صلاة الظهر مع الطلبة خلال فترة الصلاة ، بعد فترة بدأت مديرة المدرسة تضيق الخناق على أمر الصلاة ، فتارة تدمج الأوقات ، وتارة تؤخر وقتها ، وتارة تتحجج بأنها تريد المنطقة التي يؤدي فيها الطلبة الصلاة ، المهم أن الأمور بدأت أخيرا تتفاقم حيث إنها تفكر في طريقة لإلغاء صلاة الجماعة وستطلب من الطلبة تأدية الصلاة فرادى . أنا المدرس الذي يؤم الطلبة كل يوم ، وهي تطلب مني التواجد في مكان أخرأثناء وقت الصلاة ، حتى يتسنى لها إلغاء صلاة الجماعة بحجة أن الطلبة لا يستطيعون إمامة أنفسهم بأنفسهم . عموما أريد أن أعرف ماهورأي الدين في ذلك ، هل علي أن أقدم استقالتي احتجاجا على مشاعر المديرة المعادية للإسلام . وأنا بالمناسبة لا أبالي في ذلك رغم أنني متزوج وزوجتي حامل وليس لدي مصدر رزق آخر ـ أم هل علي الامتثال لأوامر الإدارة والصلاة بشكل فردي سواء المعلمون أو الطلبة . يجب أن ينفذ القرار ابتداء من يوم الخميس ، أرجوكم أن تردوا بأسرع وقت ممكن ، فأنا بحاجة لمعرفة رأيكم الكريم . وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالراجح من أقوال أهل العلم هو وجوب صلاة الجماعة ولا تسقط عن المكلف إلا بعذر معتبر شرعا يبيح له التخلف عنها .

فإذا أجبرت على ترك الصلاة في جماعة ولم يكن لك مصدر رزق آخر ، فإن لك أن تصليها منفردا

وانظر الفتويين 2252 ، 54326 .

والذي ننصحك به عدم ترك التدريس في هذه المدرسة حتى لا تتمحض للمعادين للإسلام الكارهين له وغير ذوي الغيرة من المسلمين .

وننصحك بأن تطرح قضية صلاة الظهر في جماعة في الإجتماعات مع الإدارة وأن لا تمل من ذلك ، واجعلها قضية عامة لا قضية خاصة بك وحدك ، وأشرك من عنده بقية من غيرة على الدين من زملائك المدرسين وراسل أولياء أمور الطلاب وهاتفهم وأشركهم ، فإن لهم تأثيرا على الإدارة .

واحتسب جهدك في سبيل الله ، واسأله سبحانه الإعانة والثبات، ونبشرك بثواب الغرباء المتمسكين بدينهم في آخر الزمان عند فساد الناس ، وانظر الفتوى رقم :58011 .

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني