الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صنع الطعام للشيخ الكبير في نهار رمضان

السؤال

سؤالي عن رجل في الثمانين من عمره مسلم، أعيش معه في نفس البيت ما شاء الله خال من أي مرض صحيح منتصب القامة هل يجوز له عدم صوم رمضان مع أنه ينام إلى الظهر لا يتناول الفطور إلا في وقت الظهر وأكله ضعيف جداً يعني لا يحب الأكل الكثير فهل يجوز لي طهو الطعام له وإطعامه له في نهار رمضان وهو يفطر خوفا على نفسه أن لا يتحمل جسده الصيام فيموت فما الحكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الرجل المذكور لا يستطيع الصوم لكبره وعجزه عن الصوم إلا بمشقة كبيرة، فله أن يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً.

قال ابن قدامة في المغني عند قول الخرقي: وإذا عجز عن الصوم لكبر أفطر وأطعم لكل يوم مسكيناً، وجملة ذلك أن الشيخ الكبير والعجوز إذا كان يُجهدهما الصوم ويشق عليهما مشقة شديدة فلهما أن يفطرا ويطعما لكل يوم مسكيناً، وهذا قول علي وابن عباس وأبي هريرة وأنس وسعيد بن جبير وطاوس وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي... إلى أن قال: فإن كان عاجزاً عن الإطعام أيضاً فلا شيء، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. انتهى

هذا إن كان الرجل المذكور يجد في الصوم مشقة زائدة على مشقة الصوم العادية، وإذا علمت أنه إذا كان يشق عليه الصوم جاز له الفطر فاعلم أنه يجوز ذلك أن تعمل له الطعام، بل إنك مأجور على ذلك.

وإن كان يستطيع الصوم ولا يشق عليه مشقة فوق مشقةالصوم العادية فلا يجوز له الفطر، وإذا لم يصم في هذه الحالة فلا يجوز لك أن تعينه على انتهاك حرمة الشهر والتمادي في ترك ما فرض الله عليه، لأن من أعان العاصي على معصية فقد شاركه في الإثم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني