الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خير المتهاجِرَين الذي يبدأ بالسلام

السؤال

أشكركم على اهتمامكم والإجابة على الأسئلة التى تدور في بالنا...زوجى رجل طيب جدا ومحبوب من كل أهله وأصدقائه ونحن نعيش فى بلد أوروبي ولديه صديق من أبناء بلده كان مقربا إليه جدا، هذا الصديق لديه بعض الصفات غير المحببة، وكم من الناس لديهم مواقف معه لكن لم يحدث بينهم شيء يعكر صفو العلاقة إلا قبل سنة تقريبا وكان السبب تافها جدا لا يستحق فقطع العلاقة بزوجى نهائيا وكان هذا الصديق يعمل لزوجي عقد عمل ففسخ عقد العمل وتصرف تصرفات كثيرة كانت غير متوقعة منه ..المهم عندما أتى رمضان طلبت من زوجي أن نذهب لهم هو وزوجته (زوجته امرأة طيبة جدا) ونبارك لهم رمضان ونتعامل معهم بصورة عادية، وليس من الضروري أن ترجع العلاقة كما في الماضي، وكان قصدي من ذلك أن ينال زوجي الأجر لأني أعرف أن في رمضان لو كانت لديك عداوة مع أحد فمن المستحسن أن تبادر أنت بالصلح ولك الأجر ..لكن زوجي رفض بشدة وطلب مني أن لا أفتح هذا الموضوع مرة أخرى...سؤالي ماذا علي عندما طلبت من زوجي وماذا على زوجي عندما رفض ..وماذا أفعل حتى أقنع زوجي ؟
لكم الشكر الجزيل

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه يتعين إنهاء الهجران بين زوجك وصديقه إذا كان سببه معاملات دنيوية ، ليسلما من الوعيد المذكور في حديث مسلم : تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال : انظروا هذين حتى يصطلحا . وأفضل المتهاجرين هو من يبدأ بالاتصال بأخيه فيسلم عليه فإن رد الآخر فبها ونعمت، وإلا سلم البادئ من الوعيد المذكور في الهجر وبقي الآخر على حاله . وذلك لما في الحديث : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام . رواه البخاري ومسلم .

فحرضي زوجك على قطع الهجران الحاصل بينه وبين زميله، وذكريه بأهمية الصلح والعفو، ويمكنك أن تتكلمي بالهاتف مع صديقتك زوجة الأخ الثاني وتحرضيها على السعي في إصلاح ذات بينهما وإقناع كل منهما بالصلح والتسامح، وتذكرا ما في ذلك من الأجر، فقد قال تعالى : لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء: 114} وقال تعالى : وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء: 128} وقال تعالى : فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}

فعليك بالاستعانة بالله وسؤاله لزوجك أن يهديه للصواب في جميع معاملاته، وبمحاولة إقناعه بصلة صديقه وعدم هجره .

واستعيني في ذلك بما ذكرنا من الأدلة الموضحة لترك الهجر، ولأهمية الاتصال بين الناس والتسامح، وبيني له أن مقابلة الإساءة بالإحسان والعفو تسبب معية الله ومحبته، وتجر الطرف الآخر لمحبة العافي . وراجعي الفتوى رقم : 27765 ، والفتوى رقم : 59967 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني