الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقيقة الحجاب وحكم الاستهزاء بالمرأة لحجابها

السؤال

الجلباب الذي ترتديه المرأة المسلمة الملتزمة التي أصبحت صورة استهزاء في بعض الدول العربية كقول البعض أنها تعمل في مصلحة النظافة للجزء المتدلي خلفها وأقوال أخرى لما تستره من وجهها، هل هو لباس شرعي لما جاء ذكره في القرآن أو ليس هذا المقصود، وما الفرق بين الجلباب والحجاب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحجاب هو: الستر، يقال: حجبه بمعنى ستره، قال الفيومي في المصباح المنير: والأصل في الحجاب جسم حائل بين جسدين. وأما الجلباب فلك أن تراجع في تعريفه الفتوى رقم: 22618.

وقد وردت السنة الصحيحة بإرخاء ذيول النساء، لوجوب تغطية المرأة قدميها، روى النسائي والترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبراً. قالت: إذن تنكشف أقدامهن، قال: فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه.

كما أن أهل العلم يكادون يتفقون على وجوب تغطية وجه المرأة عند خوف الفتنة، ولا شك أن هذا الزمان لا تؤمن فيه الفتنة والوقوع في المعصية لقلة وازع الدين وبعد الناس عن الورع.

ووجه المرأة هو أهم ما يدل على جمالها، وهو الذي يثير الشهوة، وبالتالي فستره واجب عند جماعة من أهل العلم، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:59}، ومن يستهزئ بالمرأة إذا أدت هذا الواجب، ويطعن فيها لذلك السبب فقط فإنه يعد كافراً والعياذ بالله، قال الله تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة:65-66}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني