الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا يصنع إذا دعا زوجته الكتابية فلم تسلم

السؤال

أنا متزوج من مسيحية ولنا أربعة أطفال أكبرهم سنا ولد عمره 17 سنة وأصغرهم يبلغ من العمر 9 سنوات ولقد حرصت كل الحرص على تربيتهم تربية إسلامية والحمد لله، لكني فشلت في إقناع أمهم بالإسلام، فأنا حزين حزنا شديداً لأن 3 من أطفالي يصومون ويصلون معي لكن أمهم لم يهدها الله بعد، فأنا أفكر في ترك وهجرة زوجتي بعد عشرة دامت أكثر من 17 سنة إلا أني خائف على مصير أولادي، مع العلم بأننا نعيش في أوروبا.. أفتوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن الهداية بيد الله وحده، فلا تستطيع هداية أحد إذا لم يشأ الله هدايته، قال تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56}، فلا تحزن لعدم هداية زوجتك، ولا تبتئس ولا تذهب نفسك عليها حسرات، قال تعالى: وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ {الحجر:88}، وقال سبحانه وتعالى: فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ {فاطر:8}، وقال تعالى: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا {الكهف:6}، أي مهلك نفسك بحزنك عليهم إن لم يؤمنوا بهذا القرآن.

لكن لا تيأس من هدايتها، ولا تتوقف عن دعوتها، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وليس عليك إثم إن قمت بواجبك في دعوتها إذا لم تستجب، فإنما عليك البلاغ، ولا إكراه في الدين، وليس لك هجرها أو تأديبها، واحرص على تربية أبنائك على الإسلام، وإذا أردت فراقها فلا تترك لها الأبناء، فإنها ستؤثر عليهم وربما ردتهم بعد إيمانهم كافرين والعياذ بالله، وإذا كان القانون لا يسمح لك بأخذهم فأبق على الزوجة وقدم مصلحة الأبناء حتى يجعل الله لك فرجا ومخرجا، وتراجع الفتوى رقم: 14298.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني