الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صرف المال المخصص لشراء أرض لبناء مسجد كإيجار لمصلى

السؤال

في البدايه أتقدم إليكم بالتقدير والاحترام على ماتبذلونه من جهد كبير في هذا الموقع.في الحقيقة لقد استفدت كثيرا من هذا الموقع كما استفاد غيري لدفع كثير من الشبهات التي تلقى على ديننا من كل مكان.كما أود شكركم أيضا على إجابتكم عن كل أسئلتي السابقه التي أرسلتها إليكم.
نحن مجموعة من الطلبة المسلمين الدارسين في إحدى الدول غير المسلمة, مع وجود بعض المقيمين الدائمين بحكم الزواج أو العمل. في المقاطعه التي نقيم فيها لايوجد مسجد..لذلك قمنا منذ ثلات سنوات تقريبا وبصعوبة قمنا بتأجير مكان صغير لإقامة الصلاة..كما قمنا أيضا بترتيب أنفسنا وتسجيل هذا المكان رسميا في البلدية وهذه خطوة أولية لشراء قطعة أرض وبناء مسجد عليها.. كما بدأنا بجمع التبرعات لهذا الغرض وهو بناء مسجد ثابت لنا وبالتالي نتخلص من مشاكل التأجير وغيرها. ثم البدء بجمع هذه التبرعات منذ حوالي أربع سنوات..وهذا المشروع في الحقيقة يحتاج إلى عدة سنوات لإنجازه لأن ثمن الأرض هنا مرتفع جدا... كما قمنا بفتح حساب بنكي لإيداع التبرعات المجموعة من عدة أماكن و الخاصة بشراء قطعة الأرض ..علما بأن إيجار المصلى الحالي لايتم دفعه من الأموال المودعه في هذا الحساب لأن هذه الأموال مدفوعه بنية شراء قطعة أرض وبناء مسجد ثابت عليها..مؤخرا ونتيجة لضيق المصلى الحالي وازدياد عدد المصلين قررنا الانتقال منه وتأجير قطعة أرض صغيرة ووضع فيها (trailers) حاويات , واستعمالها كمصلى مؤقت وكفترة انتقالية إلى حين شراء الأرض وبناء المسجد. أحد الإخوه اقترح استعمال الأموال المتبرع بها لبناء المسجد, وحدث جدل شديد بيننا بين موافق ورافض للفكرة..وبحكم أني عضو في مجلس الشورى الخاص بنا عارضت هذا المقترح بشدة وذلك لسببين: أولهما هو أنه سيكون من الصعب تعويض هذه الأموال في حالة استعمالها, لأن الإخوه هنا سيرضون بهذا الحل المؤقت وبالتالي سيفترون تدريجيا على جمع التبرعات و السعي لبناء المسجد الدائم . كما أني أخشى لو سمحت باستعمال هذه الأموال في هذه المرة, لا أستطيع منعهم مستقبلا من استعمالها في أغراض أخرى كدفع مصاريف الإيجار أو الصيانة أو غيرها من الأمور.السبب الثاني هو أن هذه الأموال قد تبرع بها إلينا بنية شراء قطعة أرض وبناء المسجد وليس لغرض تأجير مكان مؤقت للصلاه وبالتالي نكون تحت رحمة المؤجر.سؤالي هو هل يجوز لنا من الناحية الشرعية استعمال هذه الأموال لغرض شراء هذه الحاويات وإنشاء مصلى مؤقت, خصوصا وكما قلت إن هذه الأموال قد دفعت إلينا لغرض شراء قطعة الأرض وبناء مسجد. علما بأنه لو سعينا بجد نستطيع بإذن الله تعالى تجميع المبلغ المطلوب لشراء هذه الحاويات دون الحاجة لاستعمال الأموال المدخرة لشراء الأرض وبناء المسجد ؟للأهمية نرجو منكم توضيح حكم هذه المسأله, وتقبلوا مني فائق التقدير والاحترام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإنفاق والتعاون على بناء مسجد لا سيما في أماكن تجمع المسلمين في بلاد الغرب من أفضل الأعمال لما يشكله المسجد من أهمية، فهو يحفظ على المسلمين دينهم ويؤدون فيه واجباتهم ويتواصلون ويلتقون ويتعاونون فيه على البر والتقوى ، فعلى المسلمين في مثل هذه البلدان أن ينفقوا من أموالهم ما يمكنهم من بناء المساجد ، وإذا قام على جمع الأموال لهذا الغرض أناس منهم فيجب أن يلتزموا بشروط المتبرعين لأنهم وكلاء عنهم، ولا يملك الوكيل التصرف إلا فيما وكل إليه .

وعليه؛ فلا يجوز لكم صرف الأموال التي جمعت لشراء قطعة أرض وبناء المسجد عليها في شراء حاويات تجعلونها مصلى مؤقتاً؛ إلا أن يأذن لكم المتبرعون أو يحصل العجز التام عن شراء أرض المسجد ولم يمكنكم التواصل مع المتبرعين في هذه الحالة يمكن القول بجواز صرفها إلى شراء حاويات أو دفعها إيجارات للمصلى .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني