الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقديم إطفاء الحريق على أداء الصلاة

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الجهد ثم إن لي مسألة أرجو منكم أن تفتونا والتي هي نحن موظفون بحقل نفطي وهناك نظام مستعمل لإنذار الحرائق والحالات الطارئة وفور سماع هذه الإشارة هناك إجراءات تتخذ
ولكل موظف مكان عند سماع هذه الصفارة كما أن لكل موظف دورا ولكن غالبا ما يكون الإنذار غير حقيقي وقد حصل أثناء الصلاة فلم نعرف هل نقطع الصلاة أم ماذا نفعل وخاصة أنه غالب على ظن الإمام أنه إنذار ليس حقيقيا؟ فما العمل إذا حصل إنذار في المستقبل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن المصلي إذا دخل في صلاته يحرم عليه قطعها اختيارا، أما إذا كان قطعها لضرورة كحفظ نفس محترمة من تلف أو ضرر، أو قطعها لإحراز مال يخاف ضياعه فيجوز له ذلك، وقد يجب في بعض الحالات كإغاثة ملهوف وإنقاذ غريق أو إطفاء حريق أو قطعها لطفل أو أعمى يقعان في بئر أو نار.

جاء في قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام: قاعدة في الموازنة بين المصالح والمفاسد.. المثال الثامن: تقديم إنقاذ الغرقى المعصومين على أداء الصلاة؛ لأن إنقاذ الغرقى المعصومين عند الله أفضل من أداء الصلاة، والجمع بين المصلحتين ممكن بأن ينقذ الغريق ثم يقضي الصلاة، ومعلوم أن ما فاته من مصلحة أداء الصلاة لا يقارب إنقاذ نفس مسلمة من الهلاك. انتهى.

وجاء في كشاف القناع: ويجب رد كافر معصوم بذمة أو هدنة أو أمان عن بئر ونحوه كحية تقصده كرد مسلم عن ذلك بجامع العصمة، ويجب إنقاذ غريق ونحوه كحريق، فيقطع الصلاة لذلك فرضا كانت أو نفلا، وظاهره ولو ضاق وقتها؛ لأنه يمكن تداركها بالقضاء بخلاف الغريق ونحوه. فإن أبى قطعها لإنقاذ الغريق ونحوه أثم وصحت صلاته. انتهى.

وعليه، فلو كان جرس الإنذار يُعلِم بوقوع خطر فإن على الموظفين قطع الصلاة والتوجه إلى أماكنهم المخصصة. والأصل أن دق الجرس يكون لحدوث مشكلة ويلزمكم القيام بعملكم، فإذا تبين أنه ليس هناك مشكلة فلا شيء عليكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني