الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طرد البنت الفاسدة من البيت

السؤال

أشكر أوّلا على هذا البرنامج القيم. وأشكر العلامة والدكتور على خدمتهما لأمور ديننا ودنيانا. ولديّ مشكل أريد بعد إذنكم استدراجه في رسالتي المطولة بعض الشيء . وهذه هي قصتي..أنا أمّ لبنتين بالغتين وثلاثة أطفال قاصرين. جزائرية أعيش مع أسرتي بالمهجر، بإيطاليا زوجي والحمد لله ملتزم قدر المستطاع مما جعلنا نتسم بصورة جميلة للأسرة المسلمة وقد مضى علينا في الغربة سبعة عشر عاما. أنا ربة بيت ناجحة وزوجي شغال مواظب ، وجميع أبنائي يدرسون. ابنتي الكبرى ذات 23 سنةحصّلت على الإجازة في الحقوق بإيطاليا وتواظب الآن على تخصصها بالقانون الدولي. وابنتي الثانية طالبة بالسنة 3 كلية الطب بإيطاليا كذلك.المهم في المشكل أن ابنتي الكبيرة تعرّفت وأحبّت كما اتضح للجميع شابا إيطاليا طالبا جامعيا ومسؤولا عن شركة كبرى لوالديه بالمدينة التي نقطنها مرت سنة دون أن نعرف شيئا عن العلاقة ، وباختصار تدخلنا في الوقت المناسب وزارنا في المنزل وشرح له زوجي كل شروطنا لطلب يد الفتاة واتفق معه على أن يعتنق الإسلام ولكن بعد أن يحس بالإيمان ويوافق .لكن زوجي أصر على تحديد اللقاءات في المنزل أمام الجميع وأن لا يمكن له أن يخلو بها كما كان يريد مما دفع أبوه وأمه أن يزورونا ذات ليلة فوافق الأب على اعتناق الإسلام بشرط إن قبله بطواعيته ولكن صارحنا بأنه يعرف ابنه جيدا وقال إن وعدكم بشيء الآن فإنه يراوغكم لأنه يعرف أن ابنه لا يعرف الكذب وربما تأثير العلاقة دفعه لقول ذلك بينما أمه اعترضت وأصرّت على أن لا يتدخل الدين في حياة البشر ، فأقنعهما زوجي بلباقة وحسن نقاش بأنه لايشترط شرطا بشريا ولكنه ديننا وجذورنا وثقافتنا ولا يحقّ لنا أن نغير شيئا مما أمر الله فاتفقا معنا على كل شرط من شروطنا.أولا.أن يشهر إسلامه بالسفارة الجزائرية أمام عدل أو رجل دين.أن تتم الخطوبة بعد ذلك وأن نقيم حفلا للإشهار بالخطبة .ثالثا.أن يخضع للطهارة .بدأ يتعاقب على البيت ، بدأنا نساعده على تعلم اللغة العربية وعلى عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية الغنية اقترب موعد الاتفاق فأتانا الشاب بوجه آخر وبدأ يلمح لنا بأنه يظن أنه بالإمكان البقاء على الحياة العادية وفق القواعد الغربية وبعد جدال طويل ، أفهمنا بأن ابنتي هي التي كانت تغشه وأقنعته بأن الفتاة يمكن أن تتزوج بمن تحب ولا تعترف أصلا بما نقول , وقد كان زوجي يتجادل دائما معها لأنها لاتؤمن بكل ما نحمله من الدين ولكن تتعلل دائما بأنها كبرت في أوروبا ولها الحق في فعل ما تريد .رفضنا بإلحاح هذه العلاقة وبعد أسبوع تقريبا عثرنا عن طريق الصدفة على تحاليل لأشعة الحمل باسمها , وكثيرا ما شرحنا لها بأن الله لا يقبل كذا وكذا ...كما أننا نظن أننا ربيناها والله يشهد على ما يرضي الله وخير دليل على ذلك أختها التي تصغرها بسنتين فقط ولكن والحمد الله غيرها في كل شيء. طردناها من المنزل وراحت تعيش مع أسرته لأنهم في حاجة ماسة لها لتدافع عن حقوق الشركة بعدما نسيت أن تدافع على حقوق الخالق .والآن أرجوكم سيدي الشيخ أن تفيدوني هل أخطأنا فيما فعلنا معها ؟ وقد مرت سنة وقد علمنا أنها ندمت وتريد أن تعود للأسرة ولكنها ما زالت تخاف من أبيها. وقد أقنعنا بأنه أبعدها حتى لا تعدي البيت كله لأنها تفكر مثلما يفكر أعداء الإسلام فهي تكره الحجاب وأصحاب اللحى وتعاكس أوامر ونواهي الدين . والحمد لله فنحن نعيش بخير الآن . لم يكن سيدنا الشيخ لدينا حل آخر لأن القوانين الغربية كما تعلمون لا تتوافق مع كل معتقداتنا ؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإقامة في بلاد الكفار والعيش بين ظهراني المشركين هي السبب في ما حل بكم من مصيبة ، وقد سبق بيان مخاطر الإقامة في تلك البلاد في الفتوى رقم : 2007 ، ولذا ننصحكم بالعودة إلى بلاد إسلامية ، لكي تحافظوا على دين بقية الأبناء ، وأما طردكم للفتاة من البيت فيرجع تقديره للمصلحة المرجوة منه ، فإن رأيتم أن فيه درءًا لمفسدة أعظم من إفساد تلك البنت لأخواتها فلا بأس بذلك ، أما إذا كانت مفسدته أعظم وسيؤدي إلى ضياع الفتاة ووقوعها في الرذيلة فلا يجوز حينئذ ، والحل هو حبسها في البيت ، ومنعها من الخروج أو التأثير على أخواتها .

مع العلم أن الفتاة إن اختارت طريق الكفر والعياذ بالله ، وهذا ما لمسناه من قولك ( لا تؤمن بكل ما نحمله من الدين ، تفكر مثلما يفكر أعداء الإسلام تكره الحجاب ) فيجب طردها ، والتبرؤ منها ، وليس بينكم وبينها قرابة ، ولا ولاية ، قال تعالى مخاطباً نوحاً عليه السلام حين قال : ( رب إن ابني من أهلي ) : قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ {هود: 46 } وقال تعالى عن إبراهيم وأبيه : فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ {التوبة: 114 }

ولا بأس بصلتها وتأليفها رجاء عودتها إلى الإسلام. وتراجع الفتوى رقم : 11768 .

والله أعلم .


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني