الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

روح الإسلام وآدابه وتعاليمه تتجلى بأمثال هؤلاء

السؤال

لي صديق له بعض التصرفات تصدر منه، أرجو إفادتي علام تدل هذه التصرفات، كثيراً ما يقول الحمد لله أو يارب لك الحمد بشكل عفوي إن كان ماشياً أو راكباً أو في عمله... عندما يدعو لأحد لا يستطيع إلا وأن يدعو لجميع المسلمين.... محبوب من الجميع بسبب أخلاقه الحسنة، وأهم شيء أن والديه يحبانه جداً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان صديقك كما تقول فاعلم أنه قد جمع من خصال الخير ما لم يجتمع في كثير من الناس اليوم.

الخصلة الأولى: كثرة حمد الله تعالى وذكره، والحمادون هم أفضل الناس يوم القيامة، فقد روى الطبراني عن عمران بن حصين: إن أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون. صححه الألباني.

وكثرة حمد الله تعالى من صفات هذه الأمة في كتب الأنبياء من قبل، ففي مشكاة المصابيح عن كعب يحكي عن التوراة قال: نجد مكتوبا: محمد رسول الله عبدي المختار، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام، وأمته الحمادون يحمدون الله في السراء والضراء، يحمدون الله في كل منزلة، ويكبرونه على كل شرف، رعاة للشمس يصلون الصلاة إذا جاء وقتها، يتأزرون على أنصافهم، ويتوضؤون على أطرافهم، مناديهم ينادي في جو السماء، صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء، لهم بالليل دوي كدوي النحل. انتهى. ومثله عند الدرامي، وقال عنه الشيخ حسين أسد: مرسل وإسناده صحيح.

وقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله. رواه الترمذي وصححه الألباني. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبق المُفَرِّدون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات.

الثانية: كونه يشرك المسلمين في دعائه، وهذه أيضاً خصلة عظيمة يعود نفعها عليه وعلى المدعو لهم، وهي تدل على حسن السريرة وصفاء القلب للمسلمين ومحبتهم، قال النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم عند الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل. وفي هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضاً، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة لأنها تستجاب ويحصل له مثلها. انتهى.

وليس غريباً أن يوضع القبول لمثل هذا الرجل الذي يذكر الله كثيراً ويحمده ويتصف بالأخلاق الحسنة والسمات الطيبة من بر الوالدين إلى غير ذلك، وانظر الفتوى رقم: 17279،

وعلى كل حال فإن هذه التصرفات هي تصرفات المسلم المؤمن الذي يمثل روح الإسلام وآدابه وتعاليمه، فينبغي أن يكون قدوة لغيره نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لدوام ذكره وأن يصلح أحوالنا وأحوال جميع المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني