الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصفات المرغبة في نكاح المرأة

السؤال

بما أني بإذن الله مقبل على الزواج و عمري 21 سنة و أنا لا أريد إلا ذات الدين عملا بوصية الحبيب صلى الله عليه و سلم. السؤال هو ما هو مقياس الدين في البنت التي أريد الزواج منها؟ بمعنى آخر هل أنها تكون طالبة علم تدرس شريعة في الجامعة أم أنها تحب الخير وتعينني عليه ومحبة لوالدي ومطيعة لزوجها في كل شيء أم أن الدين الذي يضبط الأخلاق مع تكامل جانب العبادات أم كيف؟
و أستشيركم فيما لو خيرت بين طالبة علم تعينني على العلم وبين امرأة ملتزمة بالدين قليلة علم محبة للخير تحب الناس ووالدي ( الأمر الذي يهمني كثيرا بعد طاعة الله عز وجل برا بهما) أيهما أختار في رأيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على ذات الدين عملا بوصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم . وأما سؤالك عن مقياس الدين الذي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم به؟ فالمراد به الطاعات والأعمال الصالحات والعفة عن المحرمات. قاله الخطيب الشربيني في مغني المحتاج ، وقال السفاريني الحنبلي في شرح منظومة الآداب : الزم أيها الأخ المريد النكاح ( بـ ) نكاح ( ذات ) أي صاحبة ( الدين ) أي الدينة من بيت دين وأمانة وعفة وصيانة , إذ الديانة تقتضي ذلك كله.انتهى .

وأما استشارتك لنا في الفتاتين المذكورتين أيهما تختار ؟ فنذكر لك الصفات التي يسن اتصاف المرأة بها ، وبناء عليها تنظر أي الفتاتين أكثر اتصافا بها ، فتقدمها على الأخرى ، (نص على هذه الصفات جمع من العلماء كابن قدامة المقدسي في المغني ، وابن حجر الهيتمي في شرح المنهاج وغيرهما) من هذه الصفات كون المرأة:

1- شابة لأنها المحصلة لمقاصد النكاح فإنها ألذ استمتاعا -الذي هو مقصود النكاح- وأحسن عشرة، وأفكه محادثة، وأجمل منظرا، وألين ملمسا، وأقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التي يرتضيها .

2- كونها ودودا ولودا ويعرف في البكر بأقاربها .

3- كونها وافرة العقل حسنة الخلق .

4- كونها بالغة وفاقدة ولد من غيره إلا لمصلحة .

5- كونها حسناء أي بحسب طبعه -كما هو ظاهر- لأن القصد العفة .

6- كونها خفيفة المهر .

7- أن لا يكون في حلها له خلاف أو شك؛ كمن زنى بأمها فرعه أو أصله، أوبنحو رضاع .

ولو تعارضت تلك الصفات فالذي يظهر أنه يقدم الدين مطلقا - على العلم وغيره - ثم العقل وحسن الخلق، ثم الولادة، ثم أشرفية النسب، ثم البكارة، ثم الجمال، ثم ما المصلحة فيه أظهر بحسب اجتهاده. انتهى نقلا من كتاب تحفة المحتاج شرح المنهاح لابن حجر الهيتمي باختصار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني