الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوكل المضروب شخصا ليقتص له من الجاني

السؤال

إذا تعرض لي شخص بالضرب وأنا لا أستطيع أن أرد له الضربة فهل يجوز أن أرسل له شخصا يضربه بدلا مني ولقد قال تعالى{ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن وقع عليه ظلم وأراد أن يقتص من ظالمه فليرفع أمره إلى المحكمة الشرعية ، فإن لم تكن محكمة شرعية أو من ينوب عنها في تنفيذ الأحكام الشرعية فليصبر، فإن ثمّ يوماً يقتص فيه من الظالم للمظلوم ألا ، وأما أن يرسل شخصاً ليضرب من ضربه فهذا لا نرى جوازه لأمرين :

الأول : أنه لا يستوفى قصاص إلا بحضرة سلطان أو نائبه ، قال ابن قدامة في المغني : قال القاضي : ولا يجوز استيفاء القصاص إلا بحضرة السلطان ، وحكاه عن أبي بكر وهو مذهب الشافعي لأنه أمر يفتقر إلى الاجتهاد ويحرم الحيف فيه فلا يؤمن الحيف مع قصد التشفي. اهـ

الثاني : أنه لو قيل بذلك لانتشر الشر وعمت الفوضى بين الناس فكل من ضُرب ولم يتمكن من القصاص أرسل من يضرب الظالم فيرد الظالم بالمثل أو أكثر، وإن لم يتمكن من الرد أرسل من يقتص له وهكذا دواليك فتعم الفتن وتكثر الفوضى . وانظر للفائدة الفتوى رقم : 19212 ، والفتوى رقم : 54580 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني