الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عالمية الإسلام ظاهرة في تعاليمه

السؤال

ما هي أهمية عالمية الإسلام وما مظاهرها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتكمن أهمية عالمية الإسلام في كونه ديناً يجب على العالَمين أن يدينوا الله به ، وأنه دين الله تعالى الذي لا يرضى من أحدٍ ديناً سواه. قال تعالى : إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ {آل عمران: 19 } وقال تعالى : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران: 85 } كما أنه أيضاً هو دين جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فكلهم كانوا مسلمين ، وانظر الفتوى رقم : 27614 ، والفتوى رقم : 25416 ،

وأما مظاهر كون هذا الدين للعالمين فإنها تتجلى في كثير من شرائعه وعباداته الوافية بحاجة الناس، والصالحة لكل زمان ومكان، فهاتان الشهادتان اللتان هما مفتاح الدخول في هذا الدين من نطق بهما معتقداً لمعناهما صار مسلماً سواء كان عربياً أو أعجمياً ، أبيض أو أسود ، غنياً أو فقيراً ، وصار أخاً للمسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ، وهذه الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين يجتمع لها المسلمون ويقفون صفاً واحداً بين يدي الله لا فرق بين أسود وأبيض ، ولا بين غني وفقير ، الكل يسجد لله.. يسجدون معاً ويركعون معاً ويسلمون معاً ، وكذلك الحج يجتمع فيه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها يقفون في صعيد واحد ، لباسهم واحد ، يجأرون إلى الله بالتلبية والتهليل والدعاء ، القوي منهم يمد يد العون للضعيف بغض النظر عن لونه وجنسه وحالته الاجتماعية أو المالية ، وقل مثل ذلك في الصوم والزكاة وغيرها من شعائر الدين؛ بل من مظاهر عالمية هذا الدين أن المسلم في الشرق يتألم لحال أخيه المسلم في الغرب، ويدعو له بظهر الغيب ، ويوالي ويعادي من أجله مع أنه لم يره ولم يلتق به من قبل ، ولكن جمعت بين قلوبهم أواصر الأخوة في هذا الدين العظيم، وصدق الله العظيم إذ يقول : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا {الأعراف: 158 } ومن تأمل في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة وجدها غنية ببيان كون هذا الدين ديناً للعالمين ، وأنهم فيه سواء لا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح ، وراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم : 29077 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني