الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاختلاف بين طبعات المصحف بحسب القراءات

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد يا فضيلة الشيخ أود أن أسألكم عن أمر يشغل بالي و يتمثل في اختلا ف في السكون بين نسخة القرآن الكريم في المغرب العربي ونسخته في الشرق العربي على مستوى بعض الكلمات فعلى سبيل المثال في سورة البقرة الآية 259 في النسخة الأولى الكلمة "ننشرها" أما في الثانية "ننشزها" . إني يا شيخ جاهل بديني للأسف الشديد لذا سألتكم فالرجاء منكم الإجابة وجازاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاختلاف الواقع في طبعات المصحف إنما هو بحسب القراءات واختلافها فأهل المغرب يغلب عليهم قراءة الإمام نافع بروايتي ورش وقالون عنه وأغلب المصاحف التي تطبع هنالك أو تتداول تكون بإحدى تلك الروايتين وأغلبها برواية ورش ولا خلاف بين الروايتين إلا في أمور بسيطة كالهمز والمد والإدغام والإسكان والتحريك ونحوه فقالون مثلا يقرأ( وهو، وهي) بالإسكان مطلقا بينما ورش يقرؤها بالتحريك. وأما في المشرق فتغلب رواية حفص عن عاصم وأغلب المصاحف المطبوعة هنالك بتلك الرواية ولذلك اختلفت كلمة ننشرها وغيرها مما اختلفت فيه القراءات بين المصاحف هنا وهنالك قال الطبري: وأما قوله: {كيف ننشزها} فإن القراء اختلفوا في قراءته فقرأه بعضهم: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا {البقرة: 259} بضم النون وبالزاي وذلك قراءة عامة قراء الكوفيين وقرأ ذلك آخرون: وانظر إلى العظام كيف ننشرها. بضم النون وبالراء بدل الزاي. وذلك قرأه عامة قراء أهل المدينة, ولم يختلفوا في محل السكون منها وإنما في إبدال الراء زايا.

إذا فالاختلاف الذي تلحظه هو لاختلاف القراءات، فكل مصحف مما قرأت برواية. وللاستزادة انظر الفتوى رقم: 11143.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني