الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المقترض للأعمال الخيرية هل يحبس صاحبه عن الجنة

السؤال

نحن أربعة أشخاص قمنا بشراء قطعة أرض لبناء مصلى نساء ومركز تحفيظ للإناث وذلك كممثلين للحركة الإسلامية وليس بصفتنا الشخصية وسلمنا صاحب الأرض خمسة الآف دينار وبقي له ثمانية الآف دينار ووافق على سدادها بعد سنة أو سنتين ونحن نجمع الأموال في رمضان من أهل الخير من الزكاة ولحفظ حق صاحب الأرض أراد بعض الإخوة إعطاءه وصول أمانه بالمبلغ نسجل الوصولات على أعضاء اللجنة ونظرا لأنني لا أحب الدين أبدا متردد وأخشى إن مت قبل سداد الدين أن يحجزني عن دخول الجنة فهل هذا الدين في المصالح العامة يؤخر دخول الجنة مثل الدين الخاص أم لا ؟ كما يرجى تقديم نصيحة لنا عن التصرف الأفضل؟ وبارك الله فيكم. يرجى سرعة الإجابة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الدين في أحاديث كثيرة ولم يفرق فيه بين المصالح العامة والمصالح الخاصة ، ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه: أنه صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال ، فقام رجل فقال : يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت ؟ قال : أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ، إلا الدين فإن جبريل قال لي ذلك .

ولكنه صلى الله عليه وسلم قد ساق بشرى لمن استدان أموال الناس وهو ينوي أداءها فقال صلى الله عليه وسلم : من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله . رواه البخاري وغيره .

فالله عز وجل في عون العبد إذا كان قد أخذ الديون بنية إرجاعها ، فإن مات ولم يوف أدى الله عنه في الآخرة ، ولكن هذا الوعد مرتبط بصدق النية .

والمسلم مطالب بالدعوة إلى دين الله عز وجل على حسب استطاعته ، وفي ذلك من الخير ما لا يعلم قدره إلا الله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم . رواه الشيخان

وبناء على ذلك فإذا صدقت نياتكم في ما تقومون به من أعمال خيرية ، وكان الباعث لكم على ذلك هو ابتغاء مرضاة الله فقط ، وكانت نيتكم قضاء الديون لصاحبها عند تيسر ذلك فنرجوا أن لا تكون سببا لحبسكم عن الجنة .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني