الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم حرق الطيور للوقاية من الإنفلونزا

السؤال

عن موضوع إنفلونزا الطيور المنتشرة حاليا في العالم، ما حكم قتل الطيور خوفا من إصابتها وبالتالي نشر العدوى للإنسان ؟
السؤال: لي جار عنده طيور وعلم بأن انفلونزا الطيور منتشرة في مصر وبدون تفكير منه قام بجمع كل ما يربي من الطيور ( حوالى 25 حمامة) وقام بحرقها ثم بعد ذلك شعر بالندم الشديد لأنه قتل أرواحا... ثم سألني ولكني لم أعرف الإجابة... فما الحكم هنا علما بأنه أكد أن نيته كانت خيرا لعدم نشر العدوى إذا كانت الطيور مصابة وعلما بأنه كان يحب تربيتها ودائما ما كان يعتني بها فما الحكم وهل هناك كفارة ؟وشكرا (سؤال من أخ مسلم) .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا من قبل نظرة الإسلام إلى العدوى ولك أن تراجع فيها فتوانا رقم : 49913 ، وعلى ما اعتمدناه من أن الأمراض لا تعدي بطبعها ولكن الله قد جعلها سببا لما ينجر عنها من الإصابة والانتقال ، فلا بأس بأن يأخذ المسلم بأسباب الوقاية منها ، وبناء عليه فلا مانع من قتل الطيور إذا علم أنها تحمل فيروسا يمكن أن يلحق بسببه ضرر على الإنسان ، إلا أن قتل الطيور لا يجوز أن يكون بالحرق إذا أمكن غيره ، لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال : من حرق هذه ؟ قلنا نحن ، قال : إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار ، رواه أبو داود وصححه الألباني ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : لا تعذبوا بعذاب الله . رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما . وكفارة مثل هذا الذنب هي التوبة النصوح ، وشرطها الندم ، والإقلاع عن المعصية ، والعزم على عدم العودة إليها .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني