الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المجتهد في العبادة أولى به أن يترك الربا

السؤال

ما حكم الدين في رجل مجتهد في العبادة ولكنه مرتهن أراضي وواضع له أموالا في البنك ويأخذ الفوائد؟ ولسيادتكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب أن يعلم المسلمون أن الذي أمر بالصلاة والزكاة والحج هو الذي حرم الربا، فقال تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ٍ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٍ{البقرة:276-277-278}.

ففي نفس السياق يأمر الله بإقامة الصلاة وينهى عن أكل الربا، فما الذي يجعل المسلم يطيع الله في الصلاة ويعصيه فيما يدخل إلى بطنه ويطعم منه هو وعياله، وأولى بمن كان مجتهداً في الصلاة وسائر العبادات أن يكف عن تناول الحرام لا سيما الربا الذي هو من أعظم أبواب الحرام، وفي الحديث: الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك. رواه مسلم.

قال النووي: يطيل السفر: معناه والله أعلم أنه يطيل السفر في وجوه الطاعات كحج وزيارة مستحبة وصلة رحم وغير ذلك (فأنى يستجاب لذلك) أي من أين يستجاب لمن هذه صفته وكيف يستجاب له. انتهى.

فالمقصود أن يحذر المبتلى بأكل الحرام فإنه على خطر عظيم ولتكن صلاته وعبادته دافعاً له على ترك الحرام، فإن هذا من مقاصد العبادة الرئيسية، قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني