الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتصرف من سلم وعليه سجود سهو

السؤال

عند تأديتي للصلاة أتذكر أنني ارتكبت خطأ ما، كنسيان ركعة أو ما شابه ذلك، وأنسى أيضا القيام بسجود السهو، وأتذكر ذلك بعد الانتهاء من الصلاة، فهل يجوز بعد أن قمت بالتسليم ورفع السجادة من على الأرض أن أعود مرة أخرى وأسجد سجدتي السهو؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما يلتبس به الإنسان من الشكوك والوساوس في صحة صلاته، ملغى ولا عبرة به في ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يطرأ الشك بعد الفراغ من الصلاة، ما لم يتيقن ما شك فيه من زيادة أو نقص.
الحالة الثانية: أن تبقى تلك الوساوس في حدود الأوهام، وأن لا ترتقي إلى درجة الشك، لأن الإنسان لو طاوع الأوهام والخيالات لتعب تعباً عظيماً، ولذهب ذلك به مذهباً لا حد له.
الحالة الثالثة: أن يكون هذا الشخص كثير الوساوس والشكوك، بحيث لا يفعل شيئاً إلا شك فيه، فهذا أيضا معذور، لأن كثرة الوساوس تعتبر مرضاً وعلة، فالشكاك ذهنه غير مستقر، وبالتالي فشكوكه لا عبرة بها.
أما في غير هذه الحالات، فإذا شك الإنسان في صلاته، بأن شك في عدد الركعات كم صلى، فالواجب عليه هو أن يبني على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل السلام، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً، أم أربعاً، فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم" رواه أحمد ومسلم وغيرهما، ومثل ذلك ما لو شك في الإتيان بسجدة أو ركوع، فليأت بما شك فيه وليسجد للسهو، وإذا نسي السجود قبل السلام، فليسجد بعده ما لم يخرج من المسجد، أو يطرأ عليه حدث، وعلى هذا فمن ترتب عليه سجود سهو، ولم يذكره إلا بعد فصل طويل كخروجه من المسجد أو نحو ذلك، سقط عنه لفوات محله. أما رفع السجادة وحده إذا لم يكن معه طول وقت فلا يسقط المطالبة بالسجود.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني