الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماهية كمال النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال

لقد دار بيني وبين شخص مسلم من المغرب الكثير من الحوار عن الرسول صلي الله عليه وسلم ولكن اختلفنا في أمر وأرجو منكم مساعدتي في البحث عن الحقيقة يقول (المغربي) إن الرسول صلى الله عليه وسلم شخص كامل من جميع النواحي وقد أكمل الله أخلاقه حين الإسراء و المعرج.
فقلت له : الكامل الله الكمال الإلهي والرسول لا يرقى إلى هذا الكمال ؟
فقال (المغربي) : انك لا تعلم شيئا اذهب إلى أهل العلم يأتوك بالخبر الذي قلته لك ....
أرجو أن تفيدوني جزاكم الله خيرا.
لأني حاولت أبحث في هذا الموضوع ولم أجد لدي كتبا تسعفني لهذا الغرض.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنبي صلى الله عليه وسلم كامل كمالا بشريا, وأما الكمال المطلق فهو لله وحده لا يشاركه فيه مخلوق من مخلوقاته كائنا من كان لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا, وجميع المخلوقات يلحقها النقص . وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرى فيرفع فوق منزلته، أو يعطى بعض خصائص الألوهية، فقال -كما جاء في صحيح البخاري-: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله. أي لا تمدحوني بالباطل ولا تجاوزوا الحد في مدحي كما عملت النصارى مع عيسى فمدحوه حتى جعلوه إلها. وروى أحمد والنسائي أن أناسا قالوا له: يا رسول الله؛ يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس: قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل.

فإن كان صاحبك يقصد أن النبي صلى الله عليه وسلم كامل كمالا بشريا فكلامه صحيح, وإن كان يقصد الكمال المطلق فقد بينا خطأه, وعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه من ذلك. وللاستزادة انظر الفتويين رقم: 33989، 6901.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني