الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما علاقة الصلاة بالصحة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فهمناه من السؤال هو الاستفهام عن الفوائد الصحية للصلاة، وعليه فنقول : هناك فوائد بدنية عظيمة كثيرة ينعم الله بها على المسلم بواسطة الصلاة ، على الرغم من أنه يؤديها بنية تنفيذ أمر الله عز وجل، وطلبا لمرضاته وتقربا إليه ، فالمسلم حين يؤدي الصلاة فإنه -وبدون أن يلقي لذلك بالا- يقوم بتمارين تشمل جميع البدن من أعلى الرأس إلى أخمص القدم ، ففي كل حركة من حركات الصلاة هناك عضلات ومفاصل وأوتار وأربطة .. إلخ تشترك جميعا في تأدية الحركة مما ينتج عنه تقويتها وتنشيطها .

ولو قيل لأحد المصلين إنه يؤدي خمسين حركة كل يوم لأصابته الدهشة ومع ذلك فهو -كما سترى فيما بعد إن شاء الله- يؤدي عددا من الحركات يفوق كثيرا هذا الرقم ، فالصلاة عمل بسيط وحركات قليلة متكررة خمس مرات في اليوم ، ولكن إذا أحصيتها جميعا وجدت أرقاما مذهلة ، يقول الدكتور فارس عازوري الاختصاصي في الأمراض العصبية والمفاصل من جامعات أميركا : إن الصلاة عند المسلمين وما تحتويه من الركوع والسجود تقوي عضلات الظهر، وتلين تحركات فقرات اللسلة الظهرية ، وخصوصا إذا قام الإنسان بالصلاة في سن مبكرة، ويترتب على ذلك مناعة ضد الأمراض التي تنتج عن ضعف في العضلات التي تجاور العمود الفقري، والتي ينشأ من ضعفها أنواع من أمراض العصبي تسبب الآلام الشديدة والتشنج في العضلات.

نعم، وهذا ما سيقوله كل طبيب منصف، وللصلاة فوائد أخرى الله أعلم بها، يقول الله تعالى : وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ* الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ {البقرة: 45 ـ 46 } ومن أجل ذلك يدعو الإسلام المريض إلى أداء الصلاة قائما أو قاعدا أو مضطجعا حسب استطاعته، وجميع هذه الفوائد والمنافع تعود عليك لا على الله عز وجل ، والله تعالى لم يفترض عليك الصلاة إلا لصالحك أنت ، وما غضبه عندما لا تؤديها لأنك أصبته بشيء من الضرر بل لأنك ظلمت نفسك .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني