الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصرف المال المكتسب من تجارة الخمر

السؤال

حتى لا أطيل عليكم ، عندي صديق يتاجر في الخمر وهو رجل طيب ويؤدي كل ما عليه في أمور دينه . حتى هذا الشهر وفقنا الله في إبعاده من هذه الكبيرة من الكبائر والآن كيف يتوب من هذه الكبيرة وماذا يفعل في ما جناه من ثروة ؟
جزاكم الله خيرا ووفقكم وسدد خطاكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن بيع الخمر من البيوع المحرمة ، وأن المال الحاصل من هذه التجارة مال خبيث يحرم تملكه ، لحديث : إن الله عز وجل إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه . رواه أحمد .

فمع التوبة إلى الله عز وجل من بيع الخمر يجب على من تحصل بيده من تجارة الخمر أن يتصدق به في مصالح المسلمين العامة ، وله أن يحتفظ بشيء منه يفي بحاجته إذا كان فقيرا ، جاء في المجموع للنووي نقلا عن الغزالي في معرض كلامه عن التوبة من المال الحرام : وله أن يتصدق به على نفسه وعياله إذا كان فقيرا . اهــ .

وحاجة الشخص تختلف باختلاف حاله وحال من يعول فالحاصل أن ثروة هذا الرجل التائب إذا كانت كلها من تجارة الخمور فإنه يأخذ منها ما يكفيه ويكفي عياله إلى مظنة وجود البديل ، ويتخلص من الباقي بصرفه في مصالح المسلمين العامة من فقراء ومساكين وأيتام ونحو ذلك .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني