الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رفض الخاطب لتدني مستواه الدارسي أو مهنته

السؤال

أحب أن أسأل فنحن في هذه الأيام الأخلاق والمبادىء والقيم الحميدة ليس لها سر ولا ثمن والبنت التي تحمل هذه الصفات لا تلقى من الناس سوى المدح فقط ويمر بها العمر دون أن يأتي العريس المناسب . سيدي الشيخ أنا مؤمنة بالله والحمد لله ولدي يقين بأن مراد الله هو الذي يحدث مهما كانت الأسباب أو تفكير الناس وأسأل هل الكفاءة عند الزوج غير مطلوبة وغير مهمة والمهم أنه رجل ( ذكر) حتى ولو كان مؤهله متواضع جدا ( مثل أن يكون يعمل سائقا ومعه معهد) ويتقدم لبنت حاصلة على الماجستير في الهندسة ، ويقال إنه المهم رجل وهي الحياة هكذا وكل الرجال يقال عليهم إنهم متدينون والبنت إذا لم توافق فهي متكبرة ولا ترى الصورة واضحة وهو هذا الموجود ، أتعجب في العمل من كلام المدح عن الأخلاق ولكن عندما تأتي إلى العمل بنت جميلة أجد الكل يسأل هل هي مخطوبة أم لا ؟ ويحزنون إذا عرفوا أنها متزوجة أو مخطوبةسيدي الشيخ إيماني بقضاء الله والله الذي يقول في كتابه العزيز : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون) أليس هو سبحانه بقادر الذي خلق السموات والأرض والجبال والطير وكل شىء ، وقال سبحانه: ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) سيدي الشيخ هل تفكيرنا بأن يتقدم رجل متزوج ويعول إلى بنت أن ذلك مرفوض وغير مقبول هل هذا تفكير خاطئ ؟
وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما عن سؤال الأخت عن الكفاءة؟ فإن الكفاءة المعتبرة هي كفاءة الدين ، فإذا تقدم من يرضى دينه وخلقه فإنه يقبل بغض النظر عن مهنته ومستواه الدارسي ونحو ذلك ، هذا ما نرجحه ونفتي به وهو مذهب المالكية وآخرين, وإن كان هناك من يرى أن الكفاءة تكون في أمور أخرى ومنها المهنة ، لكن الصحيح هو ما قدمنا.

وعليه.. فإذا تقدم للفتاة من ترضى دينه وخلقه فينبغي لها القبول به بغض النظر عن مستواه الدارسي أو مهنته ، ولا حرج عليها في رده وطلب من هو خير منه في هذه الأمور مع مراعاة الدين والخلق اللذين هما الأساس في الكفاءة ، كما لا حرج عليها في قبول من ليس كفؤا ما لم يكن فاسقا فسقا تتضرر به كالمدمن والمرابي ونحوهما، فقد نص المالكية على أنه ليس للولي ولا لها القبول بالفاسق ابتداء لأنه لفسقه ينبغي أن يهجر .

وبشأن سؤالها عن رفض المتزوج ذي العيال؟ فكون الرجل متزوجا وذا عيال ليس عيبا يرد به ، ولا مخلا بالكفاءة فأساس الكفاءة الدين والخلق كما ذكرنا ، فإذا كان متصفا بهما فهو أهل أن ينكح .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني