الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإضافة عند ذكره صلى الله عليه وسلم بين الندب وعدمه

السؤال

أود السؤال عن الحديث الذي بما معناه أنه من زار المدينة و لم يسلم على الرسول فقد جفاه.ثم بعد، هل الاحتفال بدعة أم هو بدعة حسنة؟ومن ثم أنتم تقولون ذكرى المولد الشريف، فهل الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح ذكرى أم أنه باق في قلوبنا؟ لأن الذكرى لأحد قد مات ، أو ليس الرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل:(تعرض أعمالكم علي كل اثنين و جمعة.................)إلى آخر الحديث.فمن هنا نستدل على أن استعماله-صلى الله عليه و سلم- للفعل المضارع يدل على أنه حي في قبره.أخيرا لدي ملاحظة بسيطة للشيوخ الذين يقولون محمد!؟يا أخي عيب عليكم يجب أن تقولوا سيدي محمد -صلى الله عليه و سلم- لسبب بسيط عندما ينادي أحدهم لشيخ من العلماء فيحترمه و يقول له: شيخي الفاضل فلان.فمن الأولى بالاحترام؟ أو ليس معلم البشرية جمعاء و الرحمة المهداة هو الأولى بالاحترام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المسؤول عنه : روي بلفظ : من حج ولم يزرني فقد جفاني . رواه ابن عدي, والدارقطني في العلل, وابن حبان في الضعفاء, والخطيب في رواة مالك وهو حديث ضعيف لا يصح ، قال الصغاني: موضوع. وفي اللآلئ قال الزركشي: هو ضعيف. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.

وقد سبق أن بينا حكم الاحتفال بالمولد النبوي في عدة فتاوى منها: الفتوى رقم : 1563 والفتوى رقم: 26617 ولابأس بقول " ذكرى المولد الشريف " فإن المقصود بذلك خصوص المولد لا ذكرى النبي صلى الله عليه وسلم. على أن الذكرى لغة هي كثرة التذكر ، قال الراغب في المفردات والجرجاني في التعريفات : والذكرى كثرة الذكر وهو أبلغ من الذكر . وقد تكلمنا على حقيقة حياة النبي صلى الله عليه وسلم في قبره في الفتوى رقم : 58991 ، والفتوى رقم :27347 ولم يصدر منا أن قلنا " محمد" هكذا بدون إضافة إلى النبوة أو الرسالة عند الإخبار أو رواية حديث عنه صلى الله عليه وسلم؛ فإن هذا من سوء الأدب معه صلى الله عليه وسلم ، فداؤه آباؤنا وأمهاتنا ، وأما ذكره في الصلاة وفي الأذان وغيره من الأذكار والأدعية المأثورة كالتشهد ونحوه باسمه دون إضافة اتباعا لما ورد, فإن ذلك هو الأولى لأنه هكذا علم النبي صلى الله عليه وسلم صحابته رضي الله عنهم, واقتصروا على ذلك ومن تبعهم بإحسان، ولو كان خيرا لسبقونا إليه.

وقد نص على هذا جمع من أهل العلم منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى حيث قال : اتباع الألفاظ المأثورة أرجح ، ولا يقال لعله ترك ذلك تواضعا منه صلى الله عليه وسلم كما لم يكن يقول عند ذكره صلى الله عليه وسلم : صلى الله عليه وسلم، وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر لأنا نقول : لو كان ذلك راجحا لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين ، ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم قال ذلك مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك . وراجع لتفصيل ذلك الفتوى رقم : 28254 ، والفتوى رقم : 57539 ، والفتوى رقم :21658 . ونسأل الله لنا ولك الهداية إلى سواء السبيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني