الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل استعمال السيارة مكروه

السؤال

سمعت أحد الزملاء يقول إنّ السيّارة مكروه استعمالها فهل هذا صحيح ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما قاله زميلك غير صحيح, فإنه لا مانع ولا كراهة في استعمال السيارة أو غيرها من وسائل النقل مالم يكن هناك مانع خارج ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يستخدمون المراكب المتوفرة في عصرهم وقد امتن الله تعالى على عباده بهذه المراكب فقال تعالى : وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ { النحل :8 } وقد قال بعض أهل العلم في قول الله تعالى :وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ . فيه إشارة إلى أنها ستحدث أنواع من المراكب ووسائل النقل لم تكن متوفرة في ذلك الوقت ولا تخطر على بال, وهو من إعجاز القرآن وإخباره بالمغيبات . والأصل في الأشياء الإباحة على الراجح من أقوال أهل العلم, كما هو مقرر عند الأصوليين لقول الله تعالى :هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا {البقرة: 29 } وخاصة إذا كانت نافعة قال بعض الفضلاء :

والأصل في الأشياء حل وامنع * عبادة إلا بإذن الشارع

وقيل إن الأصل فيما ينفع * جوازه وما يضر يمنع

هذا إذا كان قصدك بكراهة الاستعمال على العموم ، أما إذا كان قصدك بالكراهة ،الركوب إلى صلاة الجمعة أو الجماعة فإن الأفضل المشي على الأقدام لمن لا يشق به ، وحينئذ لا يقال استخدام السيارة أو ركوبها مكروه وإنما هو خلاف الأولى فلم يصل إلى درجة المكروه ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من غسل يوم الجمعة واغتسل, ثم بكر وابتكر, ومشي ولم يركب, ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ, كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها رواه أحمد وأبو داود وغيرهما ، وفي صحيح مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة فقيل له : لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء ، قال ما يسرني أن منزلي إلى جانب المسجد, إني أريد أن يكتب لى ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد جمع الله لك ذلك كله . والحاصل أن استعمال السيارة لا كراهة فيه . وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتوتين رقم 7510 /60175

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني