الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استقامة العبد وفعله الخير دليل على رضا الله

السؤال

كيف يتصرف العبد إذا كان يفعل الخير مع الله ومع الناس ، ولا يحس برضى الله عنه، والناس يقولون له إنك على خلق جيد . وأنا على توبة ولكن أشاهد لمدة قصيرة قنوات إباحية عند اشتتداد الشهوة بعد زمن معين رغم معرفة غضب الله الذي لا أستشعره لحظة المعصية. فكيف أتوب توبة تنجيني من النار وأنا عازم على العمرة في رمضان وعمري 24 سنة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على من وفقه الله لطاعته والاستقامة على طريق الحق وفعل الخير لعباده أن يحمد الله تعالى على ذلك ويسأله المزيد من إنعامه والعون على شكره، فهذه نعمة عظيمة، فقد قال الله تعالى: وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ { الزمر : 7 } وسير العبد على هذا الطريق معناه أن الله تعالى راض عنه ، وأعظم كرامة ينالها أولياء الله بعد الإيمان بالله هي الاستقامة وفعل الخير؛ كما قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ { الأحقاف : 13 } فمن كانت هذه صفته فعليه ألا يلتفت إلى الناس ولا يبالي بما يقولون. وعليه أن يحذر من مزالق الشيطان والوقوع في الرياء والعمل لغير الله تعالى، وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتوى رقم : 10800

وأما مشاهدة المشاهد الإباحية والأفلام القذرة فإنها لا تجوز، ولذلك فإن عليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله عزوجل، فقد قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ { التحريم : 8 } وقال تعالى : وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ { الحجرات :11 } فمن تاب تاب الله عليه ، ومما يعين على ذلك البعد عن الأماكن التي تشاهد فيها هذه الأمور، والبعد عن أصدقاء السوء، ومصاحبة الأخيار ومجالس العلم .

وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 6617

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني