الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المستظلون في ظل الرحمن أكثر من سبعة أصناف

السؤال

هل هناك سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله غير السبعة الذين ورد ذكرهم في حديث أبي هريرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكر بعض أهل العلم زيادة على أولئك أوصلها بعضهم إلى سبع، وأوصلها آخرون إلى ما هو أكثر من ذلك، قال ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب: وقد ذكر الهروي الذي شاع عنه أنه يحفظ اثني عشر ألف حديث وأنه يحفظ صحيح مسلم بأسانيده ويحفظ متون البخاري، قال: فجرت مناظرة بينه وبين ابن حجر.... ومن جملتها أنه سأله أن يزيد على السبعة الذين يظلهم الله في ظله فعجز، فزاد ابن حجر سبعة أخرى بأحاديث حسان، وأربعة عشر بأحاديث ضعاف، وذكر ذلك في إنباء الغمر فراجعه. قلت: أوصلهم بعضهم إلى تسع وثمانين، وممن أوصلهم إلى هذا المقدار العلامة ابن علان المكي المدرك في كتابه شرح رياض الصالحين للنووي. انتهى.

وسبعة الحديث نظمهم أبو شامة في بيتين يقول فيهما:

وقال النبي المصطفى إن سبعة يظلهم الله الكريم بظله

محب عفيف ناشئ متصدق وباك مصل والإمام بعدله

وقال ابن حجر في فتح الباري بعد ذكره لقصة المناظرة: ثم تتبعت بعد ذلك الأحاديث الواردة في مثل ذلك فزادت على عشر خصال، وقد انتقيت منها سبعة وردت بأسانيد جياد، ونظمتها في بيتين تذييلا على بيتي أبي شامة وهما:

وزد سبعة إظلال غاز وعونه * وإنظار ذي عسر وتخفيف حمله

وإرفاد ذي غرم وعون مكاتب * وتاجر صدق في المقال وفعله

فأما إظلال الغازي فرواه ابن حبان وغيره من حديث عمر, وأما عون المجاهد فراه أحمد والحاكم من حديث سهل بن حنيف، وأما إنظار المعسر والوضيعة عنه، ففي صحيح مسلم كما ذكرنا، وأما إرفاد الغارم وعون المكاتَب فرواهما أحمد والحاكم من حديث سهل بن حنيف المذكور، وأما التاجر الصدوق فرواه البغوي في شرح السنة من حديث سلمان وأبو القاسم التيمي من حديث أنس. والله أعلم. انتهى.

وقد أفرد في هذا الباب جزءاً سماه (معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال) فمن أراد الاستزادة فليراجعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني