الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم الذهاب إلى أسواق فيها اختلاط وتزاحم لأن أمي تجبرني أن أذهب معها. ماذا أفعل من فضلكم هل أهجر الحجرة أم ماذا؟
شكرا لحضرتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب عليك أن تصحب أمك إلى السوق إن دعتك إلى ذلك ولم يترتب على ذهابك معها معصية. لأن طاعتها واجبة في المعروف, ومن المعروف أن لا تكون في معصية الله, وإذا خرجت معها فيجب عليك أن تغض بصرك عن الحرام. وانظر الفتوى رقم: 19075.

وينبغي أن تنصح أمك بحكمة وموعظة حسنة لتقلل من الذهاب إلى السوق فلا تخرج إليه إلا لحاجة لكونه أبغض الأماكن إلى الله؛ كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب البلاد إلى الله مساجدها, وأبغض البلاد إلى الله أسواقها. وعنده أيضا من حديث سلمان موقوفا عليه قال: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها, فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته.

ولا تخرج إلا وهي محتشمة ملتزمة بأدب الشرع في ثيابها ومشيتها وحديثها، وليكن ذلك منك بأسلوب هين لين لا جدال فيه ولا استعلاء. وانظر الفتوى رقم: 20901، لمعرفة النظرة الشرعية لخروج المرأة من بيتها إلى السوق أو غيره وما يشترط لجواز ذلك.

ولا يجوز لك هجر أمك أو عصيان أمرها ما لم تأمرك بمعصية . فإن أمرتك بها فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.

فأحسن صحبتها واخرج معها في حاجتها وانصحها إن تصرفت تصرفا يخالف أدب الشرع في خروجها أو ولوجها بحكمة وموعظة حسنة, وليكن لك أثر على أهلك في توجيههم ودعوتهم وامتثالهم لأمر الله واجتنابهم لنواهيه .قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ {التَّحريم:6}، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 65179.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني