الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذهاب إلى المسجد الأبعد والأكثر جماعة أعظم أجرا

السؤال

يوجد في طريقي إلى المسجد مصلى غير مبني، أرض فقط، وتقام فيه الصلاة وبالقرب منه مسجد، فهل تجوز الصلاة فيه أم أنه لا بد لي من الصلاة في المسجد القريب منه ويبعد عنه حوالي 400 م. وشكرا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الصلاة في المصلى المذكور الذي تقام فيه الجماعة جائزة، إلا أن الأفضل هو الذهاب إلى المسجد الأبعد والأكثر جماعة والصلاة فيه، لأنه كلما كثرت الجماعة كانت الصلاة معها أفضل، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:493240 ، والفتوى رقم: 5547 ، ولما في كثرة الخطا إلى المساجد من الأجر العظيم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات ؟ قالوا: بلى يارسول الله. قال : إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد ... ولما في الصحيحين عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد، قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك، فقال: يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم . وروى البخاري عن مجاهد في قوله تعالى: وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ {يس :12 }، قال: خطاهم أي إلى الصلاة، وروى الترمذي وغيره عن أبي سعيد الخدري قال: كانت بنو سلمة في ناحية المدينة فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية : إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن آثاركم تكتب فلا تنتقلوا .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني